"هدايات الكتاب العزيز"
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
"هدايات الكتاب العزيز"
"هدايات الكتاب العزيز"
"الهداية القرآنية هي: ثمرة فهم المعنى".
كتبه/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
{وَلَقَد جِئتُمونا فُرَادَى كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكتُم ما خَوَّلناكُم وَراءَ ظُهورِكُم وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ الَّذينَ زَعَمتُم أَنَّهُم فيكُم شُرَكاءُ لَقَد تَقَطَّعَ بَينَكُم وَضَلَّ عَنكُم ما كُنتُم تَزعُمونَ} [الأنعام: 94]:
١- تفيد: التأكيد على الإيمان باليوم الآخر، والبعث بعد الموت؛ لقوله: {وَلَقَد جِئتُمونا}، فأكَّد بثلاث مؤكدات: الأول: لام القسم في "لقد". الثاني: "قد" الدالة التحقيق. الثالث: حديثه عن المستقبل بصيغة الماضي؛ لقوله: {جِئتُمونا}؛ فعبر عنه بالماضي لأنه واقع لا محالة.
٢- تفيد: أن الإنسان يبعث يوم القيامة فريدا وحيدا لا شيء معه؛ لقوله: {فُرَادَى}، وتصديقه: ﴿وَكُلُّهُم آتيهِ يَومَ القِيامَةِ فَردًا﴾ [مريم: 95]؛ لا ناصر له ولا مال.
٤- فيها: إشارة إلى هول المحشر وشدته؛ لقوله: {كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ} عراةً غرلا؛ فلو كان يشغلهم ذلك، لسترهم ربهم؛ لأن الله حيي كريم، يحب الستر والتستر؛ فدل على أن الأمر شديد؛ وفي الحديث: "الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض". رواه مسلم.
٥- فيها: تذكير بفقر الإنسان، وأن ما يملكه طارئ ودخيل عليه؛ لقوله: {كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ}: بلا مال؛ فالأصل أنه معدوم؛ وتصديقة: ﴿ذَرني وَمَن خَلَقتُ وَحيدًا﴾ [المدثر: 11]: يعني: اتركني - أيها الرسول - ومن خلقته وحيدًا في بطن أمه دون مال أو ولد.
٦- فيها: أن المال يفنى، ولا يبقى منه إلا ما ابتغي به وجه الله؛ لقوله: {وَتَرَكتُم مَا خَوَّلناكُم}؛ تركتموه كليا وليس معكم منه شيء؛ وفي الحديث: "وهل لك، يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت". رواه مسلم.
٧- فيها: تعظيم الله؛ لقوله: {خَوَّلناكُم}، والجمع للتعظيم، والنون للعظمة.
٨- فيها: أن المال مال الله، وأنه - سبحانه - المعطي على الحقيقة؛ لقوله: {خَوَّلناكُم}، أي أعطيناكم. وعليه: فليس لعبد أن يحسد أخاه بحال.
٩- تفيد: تعييرا للمشركين القائلين: ﴿نَحنُ أَكثَرُ أَموالًا وَأَولادًا وَما نَحنُ بِمُعَذَّبينَ﴾ [سبأ: 35].
قال الطبري في قوله تعالى: {وَتَرَكتُم ما خَوَّلناكُم وَراءَ ظُهورِكُم}: وهذا تعيير من الله جل ثناؤه لهؤلاء المشركين بمباهاتهم التي كانوا يتباهون بها في الدنيا بأموالهم.
١٠- فيها: أن الله يرى ويبصر، لقوله: {وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُم}، وتصديقه: ﴿أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرى﴾ [العلق: 14].
١١- تفيد: الكف عن الشرك وتعظيم غير الله، واتخاذ الوسائط والأولياء والشفعاء من دون الله؛ قال ابن عطية في المحرر: وقوله تعالى: {وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ} الآية، توقيف على الخطأ في عبادة الأصنام وتعظيمها.
١٢- فيها: توبيخ وتقريع لمن أشرك مع الله، بأن هذا الشريك سيتبرأ من تابعه ويتخلى عنه يوم القيامة؛ لقوله: {وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ الَّذينَ زَعَمتُم أَنَّهُم فيكُم شُرَكاء}؛ وتصديقه: ﴿إِذ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبابُ﴾ [البقرة: 166].
١٣- تفيد: أن الله لا يتخلى عن عبده الموحد يوم القيامة؛ كما تخلت هذه المعبودات عن أتباعهم؛ لقوله: {لَقَد تَقَطَّعَ بَينَكُم}: بسبب الشرك.
فعلى العبد أن يحسن الظن بربه؛ قال الله: ﴿وَكانَ يَومًا عَلَى الكافِرينَ عَسيرًا﴾ [الفرقان: 26]، ولم يقل على المؤمنين.
١٤- تفيد: أن الله لا يغيب عن عباده؛ لقوله: {وَضَلَّ عَنكُم}: أي غاب عنكم؛ ومفهومه: أن الله لا يغيب عن أحد؛ قال الله: ﴿وَهُوَ مَعَكُم أَينَ ما كُنتُم وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾ [الحديد: 4].
١٥- تفيد: أن دين الكفار زعم وافتراض لا حقيقة له؛ لقوله: {زَعَمتُم}، و {تَزعُمونَ}.
"الهداية القرآنية هي: ثمرة فهم المعنى".
كتبه/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
{وَلَقَد جِئتُمونا فُرَادَى كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكتُم ما خَوَّلناكُم وَراءَ ظُهورِكُم وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ الَّذينَ زَعَمتُم أَنَّهُم فيكُم شُرَكاءُ لَقَد تَقَطَّعَ بَينَكُم وَضَلَّ عَنكُم ما كُنتُم تَزعُمونَ} [الأنعام: 94]:
١- تفيد: التأكيد على الإيمان باليوم الآخر، والبعث بعد الموت؛ لقوله: {وَلَقَد جِئتُمونا}، فأكَّد بثلاث مؤكدات: الأول: لام القسم في "لقد". الثاني: "قد" الدالة التحقيق. الثالث: حديثه عن المستقبل بصيغة الماضي؛ لقوله: {جِئتُمونا}؛ فعبر عنه بالماضي لأنه واقع لا محالة.
٢- تفيد: أن الإنسان يبعث يوم القيامة فريدا وحيدا لا شيء معه؛ لقوله: {فُرَادَى}، وتصديقه: ﴿وَكُلُّهُم آتيهِ يَومَ القِيامَةِ فَردًا﴾ [مريم: 95]؛ لا ناصر له ولا مال.
٤- فيها: إشارة إلى هول المحشر وشدته؛ لقوله: {كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ} عراةً غرلا؛ فلو كان يشغلهم ذلك، لسترهم ربهم؛ لأن الله حيي كريم، يحب الستر والتستر؛ فدل على أن الأمر شديد؛ وفي الحديث: "الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض". رواه مسلم.
٥- فيها: تذكير بفقر الإنسان، وأن ما يملكه طارئ ودخيل عليه؛ لقوله: {كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ}: بلا مال؛ فالأصل أنه معدوم؛ وتصديقة: ﴿ذَرني وَمَن خَلَقتُ وَحيدًا﴾ [المدثر: 11]: يعني: اتركني - أيها الرسول - ومن خلقته وحيدًا في بطن أمه دون مال أو ولد.
٦- فيها: أن المال يفنى، ولا يبقى منه إلا ما ابتغي به وجه الله؛ لقوله: {وَتَرَكتُم مَا خَوَّلناكُم}؛ تركتموه كليا وليس معكم منه شيء؛ وفي الحديث: "وهل لك، يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت". رواه مسلم.
٧- فيها: تعظيم الله؛ لقوله: {خَوَّلناكُم}، والجمع للتعظيم، والنون للعظمة.
٨- فيها: أن المال مال الله، وأنه - سبحانه - المعطي على الحقيقة؛ لقوله: {خَوَّلناكُم}، أي أعطيناكم. وعليه: فليس لعبد أن يحسد أخاه بحال.
٩- تفيد: تعييرا للمشركين القائلين: ﴿نَحنُ أَكثَرُ أَموالًا وَأَولادًا وَما نَحنُ بِمُعَذَّبينَ﴾ [سبأ: 35].
قال الطبري في قوله تعالى: {وَتَرَكتُم ما خَوَّلناكُم وَراءَ ظُهورِكُم}: وهذا تعيير من الله جل ثناؤه لهؤلاء المشركين بمباهاتهم التي كانوا يتباهون بها في الدنيا بأموالهم.
١٠- فيها: أن الله يرى ويبصر، لقوله: {وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُم}، وتصديقه: ﴿أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرى﴾ [العلق: 14].
١١- تفيد: الكف عن الشرك وتعظيم غير الله، واتخاذ الوسائط والأولياء والشفعاء من دون الله؛ قال ابن عطية في المحرر: وقوله تعالى: {وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ} الآية، توقيف على الخطأ في عبادة الأصنام وتعظيمها.
١٢- فيها: توبيخ وتقريع لمن أشرك مع الله، بأن هذا الشريك سيتبرأ من تابعه ويتخلى عنه يوم القيامة؛ لقوله: {وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ الَّذينَ زَعَمتُم أَنَّهُم فيكُم شُرَكاء}؛ وتصديقه: ﴿إِذ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبابُ﴾ [البقرة: 166].
١٣- تفيد: أن الله لا يتخلى عن عبده الموحد يوم القيامة؛ كما تخلت هذه المعبودات عن أتباعهم؛ لقوله: {لَقَد تَقَطَّعَ بَينَكُم}: بسبب الشرك.
فعلى العبد أن يحسن الظن بربه؛ قال الله: ﴿وَكانَ يَومًا عَلَى الكافِرينَ عَسيرًا﴾ [الفرقان: 26]، ولم يقل على المؤمنين.
١٤- تفيد: أن الله لا يغيب عن عباده؛ لقوله: {وَضَلَّ عَنكُم}: أي غاب عنكم؛ ومفهومه: أن الله لا يغيب عن أحد؛ قال الله: ﴿وَهُوَ مَعَكُم أَينَ ما كُنتُم وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ﴾ [الحديد: 4].
١٥- تفيد: أن دين الكفار زعم وافتراض لا حقيقة له؛ لقوله: {زَعَمتُم}، و {تَزعُمونَ}.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
"هدايات الكتاب العزيز"
"الهداية القرآنية هي: ثمرة فهم المعنى".
كتبه/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
{إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنّى تُؤفَكونَ} [الأنعام: 95]:
١- فيها: جواز ذكر اسم "الله" مجردا؛ فليس واجبا أن يقال: "الله عز وجل"، أو "الله تعالى"، لقوله: {إِنَّ اللَّه}، ولقوله: {ذلِكُمُ اللَّهُ}.
٢- فيها: تعريض بمعبودات المشركين، وأنها عاجزة حتى عن شق نواة أو حبة؛ أفاده الحصر في قوله {إِنَّ اللَّه} يعني: إن الله وحده.
قال مكي في الهداية: معنى الآية: أنها تنبيه لهؤلاء المشركين على قدرة الله، وأن ما يعبدون لا يقدر على ذلك.
وقال القرطبي: عد من عجائب صنعه ما يعجز عن أدنى شي منه آلهتهم.
٣- فيها: تعريض بعقول المشركين، وأنهم لا يعقلون؛ حيث عبدوا ما يعجز عن شق نواة؛ ولذا قال عنهم: ﴿أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعونَ أَو يَعقِلونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبيلًا﴾ [الفرقان: 44].
٤- تفيد: أهمية الحب والنوى والحاجة إليهما؛ لأنه نص على ذكرهما، فقال: {فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى}، وقال في سورة أخرى، وهو يَمْتَنُّ على عباده: ﴿وَالأَرضَ وَضَعَها لِلأَنامِفيها فاكِهَةٌ وَالنَّخلُ ذاتُ الأَكمامِوَالحَبُّ ذُو العَصفِ وَالرَّيحانُ﴾ [الرحمن: 10-12]، فوضع في الأرض الحب لمنافعه الكثيرة والحاجة إليه.
والحب: كالحنطة والشعير والبر والذرة والأرز.
والنوى: كل ثمرة فيها نوى مثل التمر والخوخ والمشمش.
٥- فيها: إشارة إلى منته - سبحانه - على الإنسان، حيث أوجده من عدم؛ لقوله: {يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ}، ومن ذلك أنه يخرج الإنسان الحي من النطفة الميتة؛ وتصديقه: ﴿كَيفَ تَكفُرونَ بِاللَّهِ وَكُنتُم أَمواتًا فَأَحياكُم﴾ [البقرة: 28]. وقال الله: ﴿هَل أَتى عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكورًا﴾ [الإنسان: 1].
٦- فيها: بيان لتمام قدرة الله، وأنه قادر على أن: {يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَي}؛ فذكر الضددين المتنافيين لتمام قدرته وحسن تدبيره.
٧- فيها: مناسبة لما قبلها، لقوله - قبلها -: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، فإن قيل: وكيف يرجعون إليه فرادى، قيل: إن الله {يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ}، فالذي قدر على إخراج البدن من النطفة، قادر على إخراجه من التراب للبعث والحساب.
٨- فيها: إشارة إلى البعث بعد الموت؛ لأن الذي قدر على شق الحب والنوى فأخرج منهما الثمار، قادر على أن يشق عَجْب الذنب ويخرج منه إنسانا كاملا، كما كان أو مرة ﴿كَما بَدَأنا أَوَّلَ خَلقٍ نُعيدُهُ وَعدًا عَلَينا إِنّا كُنّا فاعِلينَ﴾ [الأنبياء: 104]؛ لأن الناس يقومون من قبورهم وينبتون، كما "ينبت البقل"، وتصديقه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ». رواه مسلم (4935).
وعليه: ففيها: رد على منكري البعث.
قال الزجاج في معاني القرآن: احتج الله جل ثناؤه عليهم بما يشاهدون من خلقه لأنهم أنكروا البعث فأعلمهم أنه الذي خلق هذه الأشياء وأنه قادر على بعثهم.
٩- تفيد: أن من خلق وحده بلا شريك، أحق أن يعبد وحده بلا شريك؛ لقوله: {ذلِكُمُ اللَّه}: أي فاعل ذلك كله من شق الحب والنوى، هو الله وحده؛ فأفردوه وخُصُّوه بالعبادة.
قال الطبري في قوله: {ذلِكُمُ اللَّه}: فاعل ذلك كله الله جل جلاله.
١٠- تفيد: حرمة الانصراف والإعراض عن الحق بعد ظهوره ووضوحه؛ لقوله: {فَأَنّى تُؤفَكون}، أي فكيف تنصرفون عن الحق إلى غيره.
قال الواحدي في الوجيز: فمن أين تنصرفون عن الحق بعد البيان.
"الهداية القرآنية هي: ثمرة فهم المعنى".
كتبه/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
{إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنّى تُؤفَكونَ} [الأنعام: 95]:
١- فيها: جواز ذكر اسم "الله" مجردا؛ فليس واجبا أن يقال: "الله عز وجل"، أو "الله تعالى"، لقوله: {إِنَّ اللَّه}، ولقوله: {ذلِكُمُ اللَّهُ}.
٢- فيها: تعريض بمعبودات المشركين، وأنها عاجزة حتى عن شق نواة أو حبة؛ أفاده الحصر في قوله {إِنَّ اللَّه} يعني: إن الله وحده.
قال مكي في الهداية: معنى الآية: أنها تنبيه لهؤلاء المشركين على قدرة الله، وأن ما يعبدون لا يقدر على ذلك.
وقال القرطبي: عد من عجائب صنعه ما يعجز عن أدنى شي منه آلهتهم.
٣- فيها: تعريض بعقول المشركين، وأنهم لا يعقلون؛ حيث عبدوا ما يعجز عن شق نواة؛ ولذا قال عنهم: ﴿أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعونَ أَو يَعقِلونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبيلًا﴾ [الفرقان: 44].
٤- تفيد: أهمية الحب والنوى والحاجة إليهما؛ لأنه نص على ذكرهما، فقال: {فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى}، وقال في سورة أخرى، وهو يَمْتَنُّ على عباده: ﴿وَالأَرضَ وَضَعَها لِلأَنامِفيها فاكِهَةٌ وَالنَّخلُ ذاتُ الأَكمامِوَالحَبُّ ذُو العَصفِ وَالرَّيحانُ﴾ [الرحمن: 10-12]، فوضع في الأرض الحب لمنافعه الكثيرة والحاجة إليه.
والحب: كالحنطة والشعير والبر والذرة والأرز.
والنوى: كل ثمرة فيها نوى مثل التمر والخوخ والمشمش.
٥- فيها: إشارة إلى منته - سبحانه - على الإنسان، حيث أوجده من عدم؛ لقوله: {يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ}، ومن ذلك أنه يخرج الإنسان الحي من النطفة الميتة؛ وتصديقه: ﴿كَيفَ تَكفُرونَ بِاللَّهِ وَكُنتُم أَمواتًا فَأَحياكُم﴾ [البقرة: 28]. وقال الله: ﴿هَل أَتى عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكورًا﴾ [الإنسان: 1].
٦- فيها: بيان لتمام قدرة الله، وأنه قادر على أن: {يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَي}؛ فذكر الضددين المتنافيين لتمام قدرته وحسن تدبيره.
٧- فيها: مناسبة لما قبلها، لقوله - قبلها -: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، فإن قيل: وكيف يرجعون إليه فرادى، قيل: إن الله {يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ}، فالذي قدر على إخراج البدن من النطفة، قادر على إخراجه من التراب للبعث والحساب.
٨- فيها: إشارة إلى البعث بعد الموت؛ لأن الذي قدر على شق الحب والنوى فأخرج منهما الثمار، قادر على أن يشق عَجْب الذنب ويخرج منه إنسانا كاملا، كما كان أو مرة ﴿كَما بَدَأنا أَوَّلَ خَلقٍ نُعيدُهُ وَعدًا عَلَينا إِنّا كُنّا فاعِلينَ﴾ [الأنبياء: 104]؛ لأن الناس يقومون من قبورهم وينبتون، كما "ينبت البقل"، وتصديقه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ». رواه مسلم (4935).
وعليه: ففيها: رد على منكري البعث.
قال الزجاج في معاني القرآن: احتج الله جل ثناؤه عليهم بما يشاهدون من خلقه لأنهم أنكروا البعث فأعلمهم أنه الذي خلق هذه الأشياء وأنه قادر على بعثهم.
٩- تفيد: أن من خلق وحده بلا شريك، أحق أن يعبد وحده بلا شريك؛ لقوله: {ذلِكُمُ اللَّه}: أي فاعل ذلك كله من شق الحب والنوى، هو الله وحده؛ فأفردوه وخُصُّوه بالعبادة.
قال الطبري في قوله: {ذلِكُمُ اللَّه}: فاعل ذلك كله الله جل جلاله.
١٠- تفيد: حرمة الانصراف والإعراض عن الحق بعد ظهوره ووضوحه؛ لقوله: {فَأَنّى تُؤفَكون}، أي فكيف تنصرفون عن الحق إلى غيره.
قال الواحدي في الوجيز: فمن أين تنصرفون عن الحق بعد البيان.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
"هدايات الكتاب العزيز"
الهداية القرآنية هي: "ثمرة فهم المعنى".
كتبه/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
{فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ حُسبانًا ذلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ} [الأنعام: 96]
١- فيها: مناسبة لما قبلها؛ لأنه قال - قبلها -: {إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى}، ثم قال - بعدها -: {فالِقُ الإِصباح}؛ لِيُعْلِمَ أن الكل في قدرته سواء؛ فقدرته على شق الحبة ليخرج منها الزرع، كقدرته على شق ضوء الصباح من ظلمة الليل ليخرج منه الضياء الذي يعم الأرض، ويستنير له الأفق.
٢- فيها إشارة إلى: شرف وقت الإصباح؛ لقوله: {فالِقُ الإِصباح} ولأنه وقت صلاة الفجر، ووقت مشهود؛ وتصديقه: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}: يعني: تحضره وتشهده ملائكة الليل والنهار.
٣- تفيد: أهمية وحاجة العباد إلى الضياء والظلمة معا؛ وتصديقه: ﴿قُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ اللَّيلَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِضِياءٍ أَفَلا تَسمَعونَقُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ النَّهارَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِلَيلٍ تَسكُنونَ فيهِ أَفَلا تُبصِرونَ﴾ [القصص: 71-72].
ولما فيهما من المصالح الدينية والدنيوية.
٤- تفيد: أن الأصل في الصباح، أنه للسعي وطلب الرزق.
وأن الأصل في الليل، السكون وراحة الأبدان؛ وتصديقه: ﴿وَجَعَلنَا اللَّيلَ لِباسًاوَجَعَلنَا النَّهارَ مَعاشًا﴾ [النبأ: 10-11].
فمن خالف هذا، فاته الكثير من مصالحه، الدينية والدنيوية.
٥- فيها: تصديق لقوله: ﴿صُنعَ اللَّهِ الَّذي أَتقَنَ كُلَّ شَيءٍ}؛ حيث جعل {الشَّمسَ وَالقَمَرَ حُسبانًا}، أي بحساب مقدر؛ فلا يتجاوزا ما قدر لهما؛ وتصديقه: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ}.
قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: {وَالشَّمْس وَالْقَمَر حسبانا} أَي جَعلهمَا يجريان بِحِسَاب مَعْلُوم عِنْده.
قال ابن كثير أي بحساب مقنن مقدر، لا يتغير ولا يضطرب.
٦- فيها إشارة إلى: فوائد جعل الشمس والقمر حسبانا؛ لتعرف الأزمنة والأوقات، فتنضبط بذلك أوقات العبادات، وآجال المعاملات، ويعرف بها مدة ما مضى من الأوقات التي لولا وجود الشمس والقمر، وتناوبهما واختلافهما - لما عرف ذلك عامة الناس، واشتركوا في علمه، بل كان لا يعرفه إلا أفراد من الناس، بعد الاجتهاد، وبذلك يفوت من المصالح الضرورية ما يفوت.
أفاده السعدي في تفسيره.
٧- فيها: تعريض بمعبودات المشركين، وأنها عاجزة عن الخلق والتقدير؛ لقوله: {ذلِكَ} يعني: المشار إليه {تَقديرُ العَزيزِ العَليم} وحده.
قال الطبري: لا تقديرُ الأصنام والأوثان التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تفقه شيئًا ولا تعقله، ولا تضر ولا تنفع.
٨- فيها: اسما الله "العزيز والعليم"؛ وكل اسم يتضمن صفة له سبحانه؛ فهو العليم بعلم، والعزيز بعزة.
٩- تفيد: بيان كمال قدرة الله وهيمنته على أعظم المخلوقات كالشمس والقمر؛ لقوله: {تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ}؛ الذي لا يمانع، فهما مسخران مذللان بأمره؛ كما قال: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} فمهما علا الشيء وعظم فهو ذليل منقاد لله جلا وعلا.
قال السعدي في تفسيره: الذي من عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة، فجرت مذللة مسخرة بأمره، بحيث لا تتعدى ما حده الله لها، ولا تتقدم عنه ولا تتأخر.
١٠- فيها: بيان سعة علم الله، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمر مخلوقاته. كما أنه العليم بكنه الأشياء، فيعلم كيف يفنيها كما أنشأها؛ لقوله: {الْعَلِيمِ}؛ فعيل للمبالغة؛ ونظيره: ﴿إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحَكيمُ﴾ [البقرة: 32]، قال القرطبي: (العليم) فعيل للمبالغة والتكثير في المعلومات في خلق الله تعالى.
الهداية القرآنية هي: "ثمرة فهم المعنى".
كتبه/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
{فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ حُسبانًا ذلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ} [الأنعام: 96]
١- فيها: مناسبة لما قبلها؛ لأنه قال - قبلها -: {إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى}، ثم قال - بعدها -: {فالِقُ الإِصباح}؛ لِيُعْلِمَ أن الكل في قدرته سواء؛ فقدرته على شق الحبة ليخرج منها الزرع، كقدرته على شق ضوء الصباح من ظلمة الليل ليخرج منه الضياء الذي يعم الأرض، ويستنير له الأفق.
٢- فيها إشارة إلى: شرف وقت الإصباح؛ لقوله: {فالِقُ الإِصباح} ولأنه وقت صلاة الفجر، ووقت مشهود؛ وتصديقه: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}: يعني: تحضره وتشهده ملائكة الليل والنهار.
٣- تفيد: أهمية وحاجة العباد إلى الضياء والظلمة معا؛ وتصديقه: ﴿قُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ اللَّيلَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِضِياءٍ أَفَلا تَسمَعونَقُل أَرَأَيتُم إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيكُمُ النَّهارَ سَرمَدًا إِلى يَومِ القِيامَةِ مَن إِلهٌ غَيرُ اللَّهِ يَأتيكُم بِلَيلٍ تَسكُنونَ فيهِ أَفَلا تُبصِرونَ﴾ [القصص: 71-72].
ولما فيهما من المصالح الدينية والدنيوية.
٤- تفيد: أن الأصل في الصباح، أنه للسعي وطلب الرزق.
وأن الأصل في الليل، السكون وراحة الأبدان؛ وتصديقه: ﴿وَجَعَلنَا اللَّيلَ لِباسًاوَجَعَلنَا النَّهارَ مَعاشًا﴾ [النبأ: 10-11].
فمن خالف هذا، فاته الكثير من مصالحه، الدينية والدنيوية.
٥- فيها: تصديق لقوله: ﴿صُنعَ اللَّهِ الَّذي أَتقَنَ كُلَّ شَيءٍ}؛ حيث جعل {الشَّمسَ وَالقَمَرَ حُسبانًا}، أي بحساب مقدر؛ فلا يتجاوزا ما قدر لهما؛ وتصديقه: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ}.
قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: {وَالشَّمْس وَالْقَمَر حسبانا} أَي جَعلهمَا يجريان بِحِسَاب مَعْلُوم عِنْده.
قال ابن كثير أي بحساب مقنن مقدر، لا يتغير ولا يضطرب.
٦- فيها إشارة إلى: فوائد جعل الشمس والقمر حسبانا؛ لتعرف الأزمنة والأوقات، فتنضبط بذلك أوقات العبادات، وآجال المعاملات، ويعرف بها مدة ما مضى من الأوقات التي لولا وجود الشمس والقمر، وتناوبهما واختلافهما - لما عرف ذلك عامة الناس، واشتركوا في علمه، بل كان لا يعرفه إلا أفراد من الناس، بعد الاجتهاد، وبذلك يفوت من المصالح الضرورية ما يفوت.
أفاده السعدي في تفسيره.
٧- فيها: تعريض بمعبودات المشركين، وأنها عاجزة عن الخلق والتقدير؛ لقوله: {ذلِكَ} يعني: المشار إليه {تَقديرُ العَزيزِ العَليم} وحده.
قال الطبري: لا تقديرُ الأصنام والأوثان التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تفقه شيئًا ولا تعقله، ولا تضر ولا تنفع.
٨- فيها: اسما الله "العزيز والعليم"؛ وكل اسم يتضمن صفة له سبحانه؛ فهو العليم بعلم، والعزيز بعزة.
٩- تفيد: بيان كمال قدرة الله وهيمنته على أعظم المخلوقات كالشمس والقمر؛ لقوله: {تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ}؛ الذي لا يمانع، فهما مسخران مذللان بأمره؛ كما قال: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} فمهما علا الشيء وعظم فهو ذليل منقاد لله جلا وعلا.
قال السعدي في تفسيره: الذي من عزته انقادت له هذه المخلوقات العظيمة، فجرت مذللة مسخرة بأمره، بحيث لا تتعدى ما حده الله لها، ولا تتقدم عنه ولا تتأخر.
١٠- فيها: بيان سعة علم الله، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمر مخلوقاته. كما أنه العليم بكنه الأشياء، فيعلم كيف يفنيها كما أنشأها؛ لقوله: {الْعَلِيمِ}؛ فعيل للمبالغة؛ ونظيره: ﴿إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحَكيمُ﴾ [البقرة: 32]، قال القرطبي: (العليم) فعيل للمبالغة والتكثير في المعلومات في خلق الله تعالى.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٥)، من سورة التوبة:
﴿لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ﴾ [التوبة: ٢٥]:
- أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"لقد نصركم الله - أيها المؤمنون- على عدوكم من المشركين في غزوات كثيرة على قلة عددكم وضعف عدتكم حين توكلتم على الله وأخذتم بالأسباب، ولم تُعْجَبوا بكثرتكم، فلم تكن الكثرة سبب نصركم عليهم، ونصركم يوم حنين حين أعجبتكم كثرتكم، فقلتم: لن نُغْلَب اليوم من قِلَّة، فلم تنفعكم كثرتكم التي أعجبتكم شيئًا، فتغلّب عليكم عدوكم، وضاقت عليكم الأرض على سعتها، ثم وليتم عن أعدائكم فارين منهزمين".
- ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- فيها: أن النصر من الله، وأنه ينصر من يشاء؛ لقوله: {لقد نصركم الله}. وكما قال: {وما النصر إلا من عند الله}، وقال: {ينصر من يشاء}.
٢- فيها: الجمع بين تفضله - سبحانه - بالنصر (نصركم)، وبكثرته (في مواطن كثيرة) (١)؛ ففيه: دليل على عناية الله وحبه للصحابة - رضي الله عنهم أجمعين (٢).
٣- تفيد: أخذ العبرة مما مضى، والاستفادة من الأخطاء؛ قال الله: {لقد كان في قصصهم عبرة}.
٤- تفيد: أن الشرع لا يمنع أو يثرب في كثرة العدد والعتاد، وإنما ينهى عن الإعجاب بذلك (٣).
٥- فيها: تسمية مكان المعركة، بال/ "موطن" (٤).
٦- تشير إلى: أهمية أعمال القلوب وأثرها في العمل؛ لأن العجب عمل قلبي.
٧- تفيد: أن من اعتمد على الله أقبل، ومن اعتمد على نفسه وأعجب بها أحجم وأدبر. وهذا عام في الحروب وغيرها.
٨- تفيد: أن من اغتر بالأسباب دون التوكل على ربه، خذله الله؛ لقوله: {أعجبتكم}؛ فحصلت الهزيمة في بادئ الأمر بسبب الإعجاب.
٩- تفيد: أن الكثرة والأسباب لا تغني عن أمر الله وما قضاه شيئا؛ لأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
١٠- تفيد: أن المعصية تغير الحال.
وعليه: تفيد: أهمية الاستمرار والثبات على الاستقامة، وأن التحول عنها سبب في تغير الحال (٥).
١١- فيها: بيان كثرة غزوات الرسول وسرايا الصحابة وجهادهم - رضي الله عنهم أجمعين؛ لقوله: {في موطن كثيرة}.
١٢- فيها: مناسبة دقيقة لما قبلها؛ من وجوه:
منها: البشارة بنصرهم إن هم أطاعوا وامتثلوا الأوامر الواردة في التي قبلها.
ومنها: أن الولاء والبراء سبب في النصر على الأعداء.
ومنها: التسلية لقلب المهاجر والتارك والمفارق لكل ما ذكر في التي قبلها. وتذكيره بعناية ربه به ما لم يعص.
١٣- فيها: تعظيم لهذا الحدث (غزوة حنين)؛ دل عليه افتتاحها بلام القسم وقد الدالة على التحقيق؛ لقوله: {لقد}؛ كأنه يقول: "والله قد". ولما في هذا الحدث من فوائد وعظات. وعليه: ينبغي تناول هذه الغزوة وما يتعلق بها، واستخراج ما فيها من فوائد إيمانية عالية.
١٤- تفيد: أن العجب، سبب في الهزيمة. ولأنه ليس من شأن المتواضعين لله؛ قال الله: ﴿تِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدونَ عُلُوًّا فِي الأَرضِ وَلا فَسادًا وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ﴾ [القصص: ٨٣].
وهنا نكتة مهمة: إذا كان مجرد العجب، أوقع الصحابة - رضي الله عنهم - في الهزيمة وتسبب في تولية الدبر {وليتم مدبرين}، فما الظن بمن دونهم من سائر الأمة، ومن المخالفات العظام التي لم يسمع بها من قبل؟!. "فإنا لله وإنا إليه راجعون".
١٥- تفيد: أهمية راحة البال، وأن العامل النفسي مهم، وتأثيره على الشعور بالضيق والسعة بيّن؛ فإن من الناس من يعيش في سعة، ولكنها تضيق عليه لذعر أو غم أو حزن؛ لقوله: {وضاقت عليكم بما رحبت}، يريد: على سعتها ورحبها.
وفي هذا إشارة إلى شؤم المخالفة وعدم الاستئناس بالله والاعتماد عليه.
١٦- تفيد: أن الصحابة - رضي الله عنهم - لم يعجبوا قبل هذه الغزوة بكثرة عدد ولا عتاد.
وفيه فوائد:
- منها: أن الزلل وارد من أي أحد مهما علا قدره وارتفع شأنه ف/ "لكل جواد كبوة".
- ومنها: أن الحكم للغالب؛ فإن منهج الرجل - مثلا - يحسب بغالب ما يصدر منه؛ أما ما يقع منه نادرا فهو على القاعدة الواردة في قوله تعالى: {فأما من ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون}.
- ومنها: أن الله يدرك عباده المؤمنين ببركة ما كان منهم من قبل من فضائل ومحاسن وطاعات؛ وتصديقه: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}، بدليل ما بعدها (بعد الآية التي نحن بصددها): ﴿ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ﴾ [التوبة: ٢٦].
- ومنها: وجل القلب من الوقوع في الزلل؛ وهذا يحمل على الاستعانة بالله واللجوء إليه؛ وتصديقه: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، فأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
.......................
(١): قال الطبري في تفسيره: يخبرهم تبارك وتعالى أن النصر بيده ومن عنده، وأنه ليس بكثرة العدد وشدة البطش, وأنه ينصر القليلَ على الكثير إذا شاء، ويخلِّي الكثيرَ والقليلَ، فَيهْزِم الكثيرُ.
(٢): فيها: فضل الله على أصحاب رسوله - رضي الله عنهم -؛ حيث نصرهم في {مواطن كثيرة}.
على ذكره ابن كثير في تفسيره: "يذكر تعالى للمؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله وأن ذلك من عنده تعالى، وبتأييده وتقديره ..."
(٣): ولأن التكثير، مما أمر به وحث عليه؛ كما قال الله: {تعالوا قاتلوا أو ادفعوا}، أي: كثروا إن لم تقاتلوا؛ ليرهب العدو كثرتكم. ومثله: في أن كثرة العلم مطلوبة، ولكن مع عدم العجب.
(٤): قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: والموطن: المشهد من مشاهد الحرب. قال تعالى: (لقد نَصَرَكُم الله في مَواطِنَ كثيرة) وقال طرفة: على موطن يخشى الفتى عندَه الرَدَى * متى تعترك فيه الفوارس ترعد.
وقال ابن عاشور: ومَواطِنَ: جَمْعُ مَوْطِن، والمَوْطِنُ أصْلُهُ مَكانُ التَّوَطُّنِ، أيِ الإقامَةِ. ويُطْلَقُ عَلى مَقامِ الحَرْبِ ومَوْقِفِها، أيْ نَصْرِكم في مَواقِعِ حُرُوبٍ كَثِيرَةٍ.
(٥): وتصديقه: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}؛ لقوله {لقد نصركم الله في موطن كثيرة} لما استقمتم على التوكل وسلامة القلب من العجب. {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} فتحولتم بهذا العجب عن الاستقامة المنشودة، حصل ما حصل لكم حتى {وليتم} وليس هذا فحسب بل وليتم {مدبرين}، يريد: هربتم.
وحدهم المشرفون يستطيعون إرسال الرسائل
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٥)، من سورة التوبة:
﴿لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ﴾ [التوبة: ٢٥]:
- أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"لقد نصركم الله - أيها المؤمنون- على عدوكم من المشركين في غزوات كثيرة على قلة عددكم وضعف عدتكم حين توكلتم على الله وأخذتم بالأسباب، ولم تُعْجَبوا بكثرتكم، فلم تكن الكثرة سبب نصركم عليهم، ونصركم يوم حنين حين أعجبتكم كثرتكم، فقلتم: لن نُغْلَب اليوم من قِلَّة، فلم تنفعكم كثرتكم التي أعجبتكم شيئًا، فتغلّب عليكم عدوكم، وضاقت عليكم الأرض على سعتها، ثم وليتم عن أعدائكم فارين منهزمين".
- ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- فيها: أن النصر من الله، وأنه ينصر من يشاء؛ لقوله: {لقد نصركم الله}. وكما قال: {وما النصر إلا من عند الله}، وقال: {ينصر من يشاء}.
٢- فيها: الجمع بين تفضله - سبحانه - بالنصر (نصركم)، وبكثرته (في مواطن كثيرة) (١)؛ ففيه: دليل على عناية الله وحبه للصحابة - رضي الله عنهم أجمعين (٢).
٣- تفيد: أخذ العبرة مما مضى، والاستفادة من الأخطاء؛ قال الله: {لقد كان في قصصهم عبرة}.
٤- تفيد: أن الشرع لا يمنع أو يثرب في كثرة العدد والعتاد، وإنما ينهى عن الإعجاب بذلك (٣).
٥- فيها: تسمية مكان المعركة، بال/ "موطن" (٤).
٦- تشير إلى: أهمية أعمال القلوب وأثرها في العمل؛ لأن العجب عمل قلبي.
٧- تفيد: أن من اعتمد على الله أقبل، ومن اعتمد على نفسه وأعجب بها أحجم وأدبر. وهذا عام في الحروب وغيرها.
٨- تفيد: أن من اغتر بالأسباب دون التوكل على ربه، خذله الله؛ لقوله: {أعجبتكم}؛ فحصلت الهزيمة في بادئ الأمر بسبب الإعجاب.
٩- تفيد: أن الكثرة والأسباب لا تغني عن أمر الله وما قضاه شيئا؛ لأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
١٠- تفيد: أن المعصية تغير الحال.
وعليه: تفيد: أهمية الاستمرار والثبات على الاستقامة، وأن التحول عنها سبب في تغير الحال (٥).
١١- فيها: بيان كثرة غزوات الرسول وسرايا الصحابة وجهادهم - رضي الله عنهم أجمعين؛ لقوله: {في موطن كثيرة}.
١٢- فيها: مناسبة دقيقة لما قبلها؛ من وجوه:
منها: البشارة بنصرهم إن هم أطاعوا وامتثلوا الأوامر الواردة في التي قبلها.
ومنها: أن الولاء والبراء سبب في النصر على الأعداء.
ومنها: التسلية لقلب المهاجر والتارك والمفارق لكل ما ذكر في التي قبلها. وتذكيره بعناية ربه به ما لم يعص.
١٣- فيها: تعظيم لهذا الحدث (غزوة حنين)؛ دل عليه افتتاحها بلام القسم وقد الدالة على التحقيق؛ لقوله: {لقد}؛ كأنه يقول: "والله قد". ولما في هذا الحدث من فوائد وعظات. وعليه: ينبغي تناول هذه الغزوة وما يتعلق بها، واستخراج ما فيها من فوائد إيمانية عالية.
١٤- تفيد: أن العجب، سبب في الهزيمة. ولأنه ليس من شأن المتواضعين لله؛ قال الله: ﴿تِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدونَ عُلُوًّا فِي الأَرضِ وَلا فَسادًا وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ﴾ [القصص: ٨٣].
وهنا نكتة مهمة: إذا كان مجرد العجب، أوقع الصحابة - رضي الله عنهم - في الهزيمة وتسبب في تولية الدبر {وليتم مدبرين}، فما الظن بمن دونهم من سائر الأمة، ومن المخالفات العظام التي لم يسمع بها من قبل؟!. "فإنا لله وإنا إليه راجعون".
١٥- تفيد: أهمية راحة البال، وأن العامل النفسي مهم، وتأثيره على الشعور بالضيق والسعة بيّن؛ فإن من الناس من يعيش في سعة، ولكنها تضيق عليه لذعر أو غم أو حزن؛ لقوله: {وضاقت عليكم بما رحبت}، يريد: على سعتها ورحبها.
وفي هذا إشارة إلى شؤم المخالفة وعدم الاستئناس بالله والاعتماد عليه.
١٦- تفيد: أن الصحابة - رضي الله عنهم - لم يعجبوا قبل هذه الغزوة بكثرة عدد ولا عتاد.
وفيه فوائد:
- منها: أن الزلل وارد من أي أحد مهما علا قدره وارتفع شأنه ف/ "لكل جواد كبوة".
- ومنها: أن الحكم للغالب؛ فإن منهج الرجل - مثلا - يحسب بغالب ما يصدر منه؛ أما ما يقع منه نادرا فهو على القاعدة الواردة في قوله تعالى: {فأما من ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون}.
- ومنها: أن الله يدرك عباده المؤمنين ببركة ما كان منهم من قبل من فضائل ومحاسن وطاعات؛ وتصديقه: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}، بدليل ما بعدها (بعد الآية التي نحن بصددها): ﴿ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ﴾ [التوبة: ٢٦].
- ومنها: وجل القلب من الوقوع في الزلل؛ وهذا يحمل على الاستعانة بالله واللجوء إليه؛ وتصديقه: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، فأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
.......................
(١): قال الطبري في تفسيره: يخبرهم تبارك وتعالى أن النصر بيده ومن عنده، وأنه ليس بكثرة العدد وشدة البطش, وأنه ينصر القليلَ على الكثير إذا شاء، ويخلِّي الكثيرَ والقليلَ، فَيهْزِم الكثيرُ.
(٢): فيها: فضل الله على أصحاب رسوله - رضي الله عنهم -؛ حيث نصرهم في {مواطن كثيرة}.
على ذكره ابن كثير في تفسيره: "يذكر تعالى للمؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله وأن ذلك من عنده تعالى، وبتأييده وتقديره ..."
(٣): ولأن التكثير، مما أمر به وحث عليه؛ كما قال الله: {تعالوا قاتلوا أو ادفعوا}، أي: كثروا إن لم تقاتلوا؛ ليرهب العدو كثرتكم. ومثله: في أن كثرة العلم مطلوبة، ولكن مع عدم العجب.
(٤): قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: والموطن: المشهد من مشاهد الحرب. قال تعالى: (لقد نَصَرَكُم الله في مَواطِنَ كثيرة) وقال طرفة: على موطن يخشى الفتى عندَه الرَدَى * متى تعترك فيه الفوارس ترعد.
وقال ابن عاشور: ومَواطِنَ: جَمْعُ مَوْطِن، والمَوْطِنُ أصْلُهُ مَكانُ التَّوَطُّنِ، أيِ الإقامَةِ. ويُطْلَقُ عَلى مَقامِ الحَرْبِ ومَوْقِفِها، أيْ نَصْرِكم في مَواقِعِ حُرُوبٍ كَثِيرَةٍ.
(٥): وتصديقه: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}؛ لقوله {لقد نصركم الله في موطن كثيرة} لما استقمتم على التوكل وسلامة القلب من العجب. {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} فتحولتم بهذا العجب عن الاستقامة المنشودة، حصل ما حصل لكم حتى {وليتم} وليس هذا فحسب بل وليتم {مدبرين}، يريد: هربتم.
وحدهم المشرفون يستطيعون إرسال الرسائل
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٣)، من سورة التوبة:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وَإِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبُّوا الكُفرَ عَلَى الإيمانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾ [التوبة: ٢٣]:
- أولا: المعنى الإجمالي للآية، من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا ما جاء به رسوله، لا تصيِّروا آباءكم وإخوانكم في النسب وغيرهم من قرابتكم أصفياء توالونهم بإفشاء أسرار المؤمنين إليهم، والتشاور معهم؛ إن آثروا الكفر على الإيمان بالله وحده، ومن يصيِّرهم أولياء مع بقائهم على الكفر ويظهر لهم المودة فقد عصى الله، وظلم نفسه بإيرادها موارد الهلاك بسبب المعصية".
١- فيها: أن الإيمان يحث على العمل (فعل الأمر وترك النهي)؛ ولأن العمل يصدق الإيمان أو يكذبه.
٢- تفيد: أن المسلم البعيد، خير من الكافر القريب.
٣- فيها: البراءة من الكفار وعدم موالاتهم.
٤- تفيد: وجوب موالاة المؤمنين وحدهم.
٥- تفيد: أن موالاة الكافرين، ظلم بين؛ لقوله: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ}.
٦- تفيد: أن المؤمن، لا يخشى في دين الله أحدا؛ ولو كان أقرب الأقربين - لا سيما فيما يتعلق بالعقيدة.
٧- تفيد: عظم حق الأب والأخ - بناء على الأصل؛ لأنه خصهما بالذكر.
٨- فيها: أن حب الكفر، كفر بالله العظيم.
٩- تفيد: أن القرب الحقيقي، هو قرب الدين لا قرب النسب. وأنه لا ينفع مع الكفر قرابة ولا نسب؛ كما أنه لا يحتاج إليه مع الإيمان.
١٠- تفيد: أن الظلم، يكون في باب المعتقد - بل هو أشنعه وأعظمه؛ كما قال: {إن الشرك لظلم عظيم}.
١١- فيها: قوة العقيدة الإسلامية؛ فالبراءة من المشركين والنهي عن موالاتهم، مما يختص به الإسلام ويميزه عن غيره.
١٢- فيها: دقة التعبير وبلاغته؛ لأنه نهى عن ذلك في حق الآباء والإخوة، فغيرهم من باب أولى وأحرى. قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وجَعَلَ التَّحْذِيرَ مِن أُولَئِكَ بِخُصُوصِ، كَوْنِهِمْ آباءً وإخْوانًا تَنْبِيهًا عَلى أقْصى الجَدارَةِ بِالوَلايَةِ لِيُعْلَمَ بِفَحْوى الخِطابِ أنَّ مَن دُونَهم أوْلى بِحُكْمِ النَّهْيِ.
١٣- تفيد، وبضميمة ما بعدها: أن موالاة المؤمنين، محبة لله ولروسوله - صلى الله عليه وسلم؛ كما قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}.
١٤- فيها: أن الكفار، ليسوا أهلا لولاية المؤمنين. وعليه: ففيها إشارة إلى: كرامة المؤمنين على ربهم وهوان الكافرين؛ قال الله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَوَلَّوا قَومًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبورِ﴾ [الممتحنة: ١٣].
١٥- فيها، وبضميمة ما قبلها: أن الله أبان من يجب مولاته ومن لا؛ بينا شافيا كافيا، قد انقطعت به الحجة؛ فلذا كان من الظلم موالاة الكافرين. ولأنهم لا يستوون مع من سبق ذكرهم من أهل الإيمان والهجرة والجهاد، والمبشرين برحمة الله ورضوانه وجناته. وعليه: ففيها مناسبة لما قبلها.
١٦- تفيد: قاعدة "بقاء ما كان على ما كان"؛ لقوله: {ومن يتولهم منكم}، ولم يكتف بقوله: {ومن يتولهم} مع أن الخطاب للمؤمنين؛ للدلالة على أن الأصل بقاء الإيمان، وأنه لا يزول إلا بناقض. وفيه دليل على أن الكافرين بعضهم أولياء بعض، وأن ولايتهم لبعض لا ينبني عليه شيء.
١٧- فيها، وبضميمة ما سبق: إشارة إلى: الثبات على دين الله، والتحذير من الوقوع في الارتداد عن الدين، وأن هناك نواقض وأمور تخرج العبد من رحمة الله ورضوانه وتحرم عليه الجنة. والشواهد مستفيضة.
١٨- تفيد: أن للعبد كسبا وإرادة واختارا؛ لقوله: {إن استحبوا}، والسين للمبالغة والتأكيد؛ ولذا لم يقل: {إن أحبوا}. للتأكيد على حبهم وسعيهم الحثيث في الكفر وإيثاره على الإيمان. وهذا من دقة التعبير. ولأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. ونظيرها: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}. وعليه: ففيها رد على الجبرية.
١٩- فيها: فائدة التذكير بالإيمان بالله واليوم الآخر، عند الأمر والنهي؛ لقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا ...}؛فناداهم بوصف الإيمان قبل الأمر (٢).
٢٠- فيها، وبضميمة ما بعدها: أن الموالاة هي أصل المحبة. وبيان العلاقة الوثيقة بين الولاء والمحبة والجهاد؛ لقوله بعدها: ﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾ [التوبة: ٢٤].
ويتفرع عليه أمور:
منها: عدم صرف هذه المحبة لغير الله؛ لأن أصل الحب والبغض يكون في الله.
ومنها: موالاة المؤمنين، محبة لله تعالى.
ومنها: حب الله للمؤمنين؛ حيث جعل محبتهم وموالاتهم من محبته - سبحانه.
ومنها: وجوب بغض الكفار في الله. ولأنهم أعداء؛ قال الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}.
ومنها: موالاة الكافرين، فسق أكبر يوجب العذاب؛ لقوله بعدها: {فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ}.
...........................
(١): روى مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا: «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة».
(٢): قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾: إشْعارٌ بِأنَّ ما سَيُلْقى إلَيْهِمْ مِنَ الوَصايا هو مِن مُقْتَضَياتِ الإيمانِ وشِعارِهِ.
قلت (عبدالرحيم): وتصديقه: ﴿وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [الأنفال: ٤١]، والشاهد قوله: {إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّهِ}.
وفي الأحاديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره."، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه". وكلها أحاديث رواها البخاري.
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٣)، من سورة التوبة:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وَإِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبُّوا الكُفرَ عَلَى الإيمانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ﴾ [التوبة: ٢٣]:
- أولا: المعنى الإجمالي للآية، من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا ما جاء به رسوله، لا تصيِّروا آباءكم وإخوانكم في النسب وغيرهم من قرابتكم أصفياء توالونهم بإفشاء أسرار المؤمنين إليهم، والتشاور معهم؛ إن آثروا الكفر على الإيمان بالله وحده، ومن يصيِّرهم أولياء مع بقائهم على الكفر ويظهر لهم المودة فقد عصى الله، وظلم نفسه بإيرادها موارد الهلاك بسبب المعصية".
١- فيها: أن الإيمان يحث على العمل (فعل الأمر وترك النهي)؛ ولأن العمل يصدق الإيمان أو يكذبه.
٢- تفيد: أن المسلم البعيد، خير من الكافر القريب.
٣- فيها: البراءة من الكفار وعدم موالاتهم.
٤- تفيد: وجوب موالاة المؤمنين وحدهم.
٥- تفيد: أن موالاة الكافرين، ظلم بين؛ لقوله: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ}.
٦- تفيد: أن المؤمن، لا يخشى في دين الله أحدا؛ ولو كان أقرب الأقربين - لا سيما فيما يتعلق بالعقيدة.
٧- تفيد: عظم حق الأب والأخ - بناء على الأصل؛ لأنه خصهما بالذكر.
٨- فيها: أن حب الكفر، كفر بالله العظيم.
٩- تفيد: أن القرب الحقيقي، هو قرب الدين لا قرب النسب. وأنه لا ينفع مع الكفر قرابة ولا نسب؛ كما أنه لا يحتاج إليه مع الإيمان.
١٠- تفيد: أن الظلم، يكون في باب المعتقد - بل هو أشنعه وأعظمه؛ كما قال: {إن الشرك لظلم عظيم}.
١١- فيها: قوة العقيدة الإسلامية؛ فالبراءة من المشركين والنهي عن موالاتهم، مما يختص به الإسلام ويميزه عن غيره.
١٢- فيها: دقة التعبير وبلاغته؛ لأنه نهى عن ذلك في حق الآباء والإخوة، فغيرهم من باب أولى وأحرى. قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وجَعَلَ التَّحْذِيرَ مِن أُولَئِكَ بِخُصُوصِ، كَوْنِهِمْ آباءً وإخْوانًا تَنْبِيهًا عَلى أقْصى الجَدارَةِ بِالوَلايَةِ لِيُعْلَمَ بِفَحْوى الخِطابِ أنَّ مَن دُونَهم أوْلى بِحُكْمِ النَّهْيِ.
١٣- تفيد، وبضميمة ما بعدها: أن موالاة المؤمنين، محبة لله ولروسوله - صلى الله عليه وسلم؛ كما قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}.
١٤- فيها: أن الكفار، ليسوا أهلا لولاية المؤمنين. وعليه: ففيها إشارة إلى: كرامة المؤمنين على ربهم وهوان الكافرين؛ قال الله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَوَلَّوا قَومًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبورِ﴾ [الممتحنة: ١٣].
١٥- فيها، وبضميمة ما قبلها: أن الله أبان من يجب مولاته ومن لا؛ بينا شافيا كافيا، قد انقطعت به الحجة؛ فلذا كان من الظلم موالاة الكافرين. ولأنهم لا يستوون مع من سبق ذكرهم من أهل الإيمان والهجرة والجهاد، والمبشرين برحمة الله ورضوانه وجناته. وعليه: ففيها مناسبة لما قبلها.
١٦- تفيد: قاعدة "بقاء ما كان على ما كان"؛ لقوله: {ومن يتولهم منكم}، ولم يكتف بقوله: {ومن يتولهم} مع أن الخطاب للمؤمنين؛ للدلالة على أن الأصل بقاء الإيمان، وأنه لا يزول إلا بناقض. وفيه دليل على أن الكافرين بعضهم أولياء بعض، وأن ولايتهم لبعض لا ينبني عليه شيء.
١٧- فيها، وبضميمة ما سبق: إشارة إلى: الثبات على دين الله، والتحذير من الوقوع في الارتداد عن الدين، وأن هناك نواقض وأمور تخرج العبد من رحمة الله ورضوانه وتحرم عليه الجنة. والشواهد مستفيضة.
١٨- تفيد: أن للعبد كسبا وإرادة واختارا؛ لقوله: {إن استحبوا}، والسين للمبالغة والتأكيد؛ ولذا لم يقل: {إن أحبوا}. للتأكيد على حبهم وسعيهم الحثيث في الكفر وإيثاره على الإيمان. وهذا من دقة التعبير. ولأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. ونظيرها: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}. وعليه: ففيها رد على الجبرية.
١٩- فيها: فائدة التذكير بالإيمان بالله واليوم الآخر، عند الأمر والنهي؛ لقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا ...}؛فناداهم بوصف الإيمان قبل الأمر (٢).
٢٠- فيها، وبضميمة ما بعدها: أن الموالاة هي أصل المحبة. وبيان العلاقة الوثيقة بين الولاء والمحبة والجهاد؛ لقوله بعدها: ﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾ [التوبة: ٢٤].
ويتفرع عليه أمور:
منها: عدم صرف هذه المحبة لغير الله؛ لأن أصل الحب والبغض يكون في الله.
ومنها: موالاة المؤمنين، محبة لله تعالى.
ومنها: حب الله للمؤمنين؛ حيث جعل محبتهم وموالاتهم من محبته - سبحانه.
ومنها: وجوب بغض الكفار في الله. ولأنهم أعداء؛ قال الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}.
ومنها: موالاة الكافرين، فسق أكبر يوجب العذاب؛ لقوله بعدها: {فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ}.
...........................
(١): روى مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعا: «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة».
(٢): قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا﴾: إشْعارٌ بِأنَّ ما سَيُلْقى إلَيْهِمْ مِنَ الوَصايا هو مِن مُقْتَضَياتِ الإيمانِ وشِعارِهِ.
قلت (عبدالرحيم): وتصديقه: ﴿وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [الأنفال: ٤١]، والشاهد قوله: {إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّهِ}.
وفي الأحاديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره."، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه". وكلها أحاديث رواها البخاري.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٦)، من سورة التوبة:
﴿ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ﴾ [التوبة: ٢٦]:
- أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"ثم بعد فراركم من عدوكم أنزل الله الطمأنينة على رسوله، وأنزلها على المؤمنين، فثبتوا للقتال، وأنزل ملائكة لم تروهم، وعذَّب الذين كفروا بما حصل لهم من القتل والأسر وأخذ الأموال وسبي الذراري، وذلك الجزاء الذي جوزي به هؤلاء هو جزاء الكافرين المكذبين لرسولهم المعرضين عما جاء به".
- ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- فيها: شرف السكينة، وأنها من الله؛ لقوله: {أنزل الله سكينته}؛ فأضافها إلى نفسه - سبحانه.
٢- تشير إلى: خطر الجزع والهلع في المعارك، وأنه سبب في الهزيمة؛ وتصديقه - ما حكاه عن غزاة أحد: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيكُم مِن بَعدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُعاسًا يَغشى طائِفَةً مِنكُم}؛ أي أنزل عليهم السكينة كي لا يحصل الهلع؛ ولولا هذا ما أخذهم النعاس؛ لأن الخائف لا ينام.
٣- فيها: تذكر نعمة الله وفرجه بعد الضيق؛ وتصديقه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُم جُنودٌ فَأَرسَلنا عَلَيهِم ريحًا وَجُنودًا لَم تَرَوها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرًا﴾ [الأحزاب: ٩].
٤- فيها: سعة فضل الله، وأنه يدركه العبد بلطفه وواسع كرمه حتى بعد الزلل؛ لأنهم لما زلوا بالعجب وحصلت الهزيمة في أول المعركة، أدركهم الله بفضله فنصرهم بعد الهزيمة.
٥- فيها: الإيمان بالملائكة وأنها لا ترى، وأنها من جند الله.
٦- تفيد: أن الله يعذب الكافرين بعباده المؤمنين؛ وتصديقه: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم}.
٧- تفيد: أنه لا غنى للعبد عن ربه طرفة عين؛ مهما علا شأنه وازداد إيمانه؛ لقوله: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله}؛ فإذا كان هذا في النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أثبت الخلق وأفضلهم، فغيره من باب أولى.
وفيه فوائد:
منها: عدم الغلو في النبي - صلى الله عليه وسلم.
ومنها: عدم العجب والاغترار بالنفس.
٨- تفيد: أن الله إذا أراد أن يؤيد أحدا، أيده بما يرى أو بما لا يرى ويتوقع.
وفيه فوائد:
منها: أن من كان مظلموا في أمر من الأمور ولم يجد أعوانا واستوحش، فليستحضر هذا؛ قال تعالى: {الله ولي الذين آمنوا}، وقال: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}. فالله يؤيده من حيث لا يحتسب ولا يراه.
٩- فيها، وبضميمة ما قبلها: أهمية الثبات وعدم اليأس من النصر، وعدم الفرار أثناء القتال وإن تخلله هزيمة.
وهذا معروف شأنه؛ ففي كثير من معارك المسلمين، تحصل الهزيمة في بادئ الأمر، حتى إذا حمي الوطيس واشتد، يغير الله الحال للمسلمين فينقلب إلى النصر - بإذن ربهم؛ لقوله: {وليتم مدبربين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها} فحصل النصر بإذن الله {وعذب الذين كفروا} بأيديكم؛ وهذا هو النصر بعينه.
وهذا دليل بيّن أن القرآن مبارك كثير الخير والعلم، وأنه يعلم أتباعه ويوجههم في كل أحوالهم؛ فوجب اتباعه والتمسك به؛ قال الله: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه}.
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٦)، من سورة التوبة:
﴿ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ﴾ [التوبة: ٢٦]:
- أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"ثم بعد فراركم من عدوكم أنزل الله الطمأنينة على رسوله، وأنزلها على المؤمنين، فثبتوا للقتال، وأنزل ملائكة لم تروهم، وعذَّب الذين كفروا بما حصل لهم من القتل والأسر وأخذ الأموال وسبي الذراري، وذلك الجزاء الذي جوزي به هؤلاء هو جزاء الكافرين المكذبين لرسولهم المعرضين عما جاء به".
- ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- فيها: شرف السكينة، وأنها من الله؛ لقوله: {أنزل الله سكينته}؛ فأضافها إلى نفسه - سبحانه.
٢- تشير إلى: خطر الجزع والهلع في المعارك، وأنه سبب في الهزيمة؛ وتصديقه - ما حكاه عن غزاة أحد: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيكُم مِن بَعدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُعاسًا يَغشى طائِفَةً مِنكُم}؛ أي أنزل عليهم السكينة كي لا يحصل الهلع؛ ولولا هذا ما أخذهم النعاس؛ لأن الخائف لا ينام.
٣- فيها: تذكر نعمة الله وفرجه بعد الضيق؛ وتصديقه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُم جُنودٌ فَأَرسَلنا عَلَيهِم ريحًا وَجُنودًا لَم تَرَوها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرًا﴾ [الأحزاب: ٩].
٤- فيها: سعة فضل الله، وأنه يدركه العبد بلطفه وواسع كرمه حتى بعد الزلل؛ لأنهم لما زلوا بالعجب وحصلت الهزيمة في أول المعركة، أدركهم الله بفضله فنصرهم بعد الهزيمة.
٥- فيها: الإيمان بالملائكة وأنها لا ترى، وأنها من جند الله.
٦- تفيد: أن الله يعذب الكافرين بعباده المؤمنين؛ وتصديقه: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم}.
٧- تفيد: أنه لا غنى للعبد عن ربه طرفة عين؛ مهما علا شأنه وازداد إيمانه؛ لقوله: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله}؛ فإذا كان هذا في النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أثبت الخلق وأفضلهم، فغيره من باب أولى.
وفيه فوائد:
منها: عدم الغلو في النبي - صلى الله عليه وسلم.
ومنها: عدم العجب والاغترار بالنفس.
٨- تفيد: أن الله إذا أراد أن يؤيد أحدا، أيده بما يرى أو بما لا يرى ويتوقع.
وفيه فوائد:
منها: أن من كان مظلموا في أمر من الأمور ولم يجد أعوانا واستوحش، فليستحضر هذا؛ قال تعالى: {الله ولي الذين آمنوا}، وقال: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}. فالله يؤيده من حيث لا يحتسب ولا يراه.
٩- فيها، وبضميمة ما قبلها: أهمية الثبات وعدم اليأس من النصر، وعدم الفرار أثناء القتال وإن تخلله هزيمة.
وهذا معروف شأنه؛ ففي كثير من معارك المسلمين، تحصل الهزيمة في بادئ الأمر، حتى إذا حمي الوطيس واشتد، يغير الله الحال للمسلمين فينقلب إلى النصر - بإذن ربهم؛ لقوله: {وليتم مدبربين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها} فحصل النصر بإذن الله {وعذب الذين كفروا} بأيديكم؛ وهذا هو النصر بعينه.
وهذا دليل بيّن أن القرآن مبارك كثير الخير والعلم، وأنه يعلم أتباعه ويوجههم في كل أحوالهم؛ فوجب اتباعه والتمسك به؛ قال الله: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه}.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
مجموعة: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة - رحمه الله.
إعداد: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي. +966509006424
قال ابن قتيبة - رحمه الله - في تفسير غريب القرآن:
سورة التحريم - مدنية كلها:
٢- {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} أي أوجب لكم الكفارة.
٤- {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي عَدَلَتْ ومالتْ.
{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} أي تتعاونا عليه.
{فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ} أي وَلِيُّهُ.
٥- {قَانِتَاتٍ} مطيعات.
{سَائِحَاتٍ} صائماتٍ.
ويرى أهل النظر "أنه إنما سميَ الصائمُ سائحًا: تشبيهًا بالسائح الذي لا زاد معه".
[و] قال الفراء: "تقول العرب للفرس -إذا كان قائمًا لا علَفَ بين يديه-: صائمٌ؛ وذلك: أن له قوتَيْن غُدوةً وعشية؛ فشُبِّه به صيامُ الآدميِّ بتسحُّرِه وإفطارِه".
٦- قوله: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} أي قوا أنفسَكم النارَ: بطاعة الله ورسوله؛ وقوا أهليكم النارَ: بتعليمهم وأخذِهم بما ينجيهم منها.
٨- {تَوْبَةً نَصُوحًا} أي تَنصَحون فيها لله، ولا تُدْهِنون.
١٢- {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} المطيعين لله عز وجل.
................
رابط المجموعة - مغلقة للمتابعة فقط:
https://chat.whatsapp.com/CHLQYrSjS2tGezPXKjjHUX
إعداد: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي. +966509006424
قال ابن قتيبة - رحمه الله - في تفسير غريب القرآن:
سورة التحريم - مدنية كلها:
٢- {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} أي أوجب لكم الكفارة.
٤- {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي عَدَلَتْ ومالتْ.
{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} أي تتعاونا عليه.
{فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ} أي وَلِيُّهُ.
٥- {قَانِتَاتٍ} مطيعات.
{سَائِحَاتٍ} صائماتٍ.
ويرى أهل النظر "أنه إنما سميَ الصائمُ سائحًا: تشبيهًا بالسائح الذي لا زاد معه".
[و] قال الفراء: "تقول العرب للفرس -إذا كان قائمًا لا علَفَ بين يديه-: صائمٌ؛ وذلك: أن له قوتَيْن غُدوةً وعشية؛ فشُبِّه به صيامُ الآدميِّ بتسحُّرِه وإفطارِه".
٦- قوله: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} أي قوا أنفسَكم النارَ: بطاعة الله ورسوله؛ وقوا أهليكم النارَ: بتعليمهم وأخذِهم بما ينجيهم منها.
٨- {تَوْبَةً نَصُوحًا} أي تَنصَحون فيها لله، ولا تُدْهِنون.
١٢- {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} المطيعين لله عز وجل.
................
رابط المجموعة - مغلقة للمتابعة فقط:
https://chat.whatsapp.com/CHLQYrSjS2tGezPXKjjHUX
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
*هدايات الكتاب العزيز:*
*يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
*تنبيه:* الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٧)، من سورة التوبة:
﴿ثُمَّ يَتوبُ اللَّهُ مِن بَعدِ ذلِكَ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [التوبة: ٢٧]:
١- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن أعظم التوبة وأول ما يدخل فيها، التوبة من الكفر إلى الإيمان؛ بدليل قوله: {وعذب الذين كفروا}، ثم قال بعدها: {ويتوب الله على من يشاء}، بأن يدخله الإسلام؛ كما قال: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}.
٢- فيها: إثبات صفة "التوبة" لله؛ لقوله: {يتوب}. وهي من صفات الأفعال.
٣- تفيد: أن نفسا لن تؤمن ولن تهتدي إلا بمشيئة الله؛ لقوله {على من يشاء}؛ وتصديقه: {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله}.
٤- تفيد: أن بعض الكفار الذين قاتلوا في غزوة حنين قد أسلموا؛ لقوله: {ثم يتوب الله من بعد}، أي: من بعد ذلك القتال؛ وإلا فالله تواب أزلا وأبدا.
وعليه: ففيها: ثمرة من ثمرات الجهاد في سبيل الله؛ وفي الحديث - عند البخاري مرفوعا: «عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلاَسِلِ» (١).
٥- تفيد: أن الله لا يعجزه هداية الطغاة مهما بلغوا من الكفر؛ وكما قال: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا}.
٦- فيها: إثبات صفة المشيئة، والمغفرة، والرحمة لله تعالى.
٧- فيها: سعة فضل الله؛ حيث فتح لعباده باب رحمته ومغفرته؛ وكما قال: ﴿وَهُوَ الَّذي يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَيَعفو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعلَمُ ما تَفعَلونَ﴾ [الشورى: ٢٥].
٨- فيها: الجمع بين الستر والتجاوز وعدم المؤاخذة؛ لقوله: {غفور} ستير، {رحيم} يتجاوز؛ فإن من الناس من يستره الله، لكن يكون عنده من العذبين.
٩- فيها: أهمية التوبة وعظم شأنها. وقد كان النبي يكثر منها - صلى الله عليه وسلم.
١٠- تفيد: أن التوبة معروضة إلى يوم القيامة، وليست قاصرة على المقصودين بالآية؛ لقوله: {والله غفور رحيم}؛ عامة لكل الناس. وفي الحديث: "والتوبة معروضة بعد". رواه البخاري. ولأن الاعتبار بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
...............
(١):قال البقاعي في النظم: وفي ذَلِكَ إشارَةٌ إلى أنَّهُ جَعَلَ هَذِهِ الوَقْعَةَ لِحِكْمَتِهِ الَّتِي اقْتَضَتْ رَبْطَ المُسَبِّباتِ بِأسْبابِها - سَبَبًا لِإسْلامِ مَن حَضَرَها مِن كُفّارِ قُرَيْشٍ وغَيْرِهِمْ ... "
وقال السعدي في تفسيره: فتاب اللّه على كثير ممن كانت الوقعة عليهم، وأتوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسلمين تائبين، فرد عليهم نساءهم، وأولادهم.
*يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
*تنبيه:* الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٧)، من سورة التوبة:
﴿ثُمَّ يَتوبُ اللَّهُ مِن بَعدِ ذلِكَ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [التوبة: ٢٧]:
١- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن أعظم التوبة وأول ما يدخل فيها، التوبة من الكفر إلى الإيمان؛ بدليل قوله: {وعذب الذين كفروا}، ثم قال بعدها: {ويتوب الله على من يشاء}، بأن يدخله الإسلام؛ كما قال: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}.
٢- فيها: إثبات صفة "التوبة" لله؛ لقوله: {يتوب}. وهي من صفات الأفعال.
٣- تفيد: أن نفسا لن تؤمن ولن تهتدي إلا بمشيئة الله؛ لقوله {على من يشاء}؛ وتصديقه: {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله}.
٤- تفيد: أن بعض الكفار الذين قاتلوا في غزوة حنين قد أسلموا؛ لقوله: {ثم يتوب الله من بعد}، أي: من بعد ذلك القتال؛ وإلا فالله تواب أزلا وأبدا.
وعليه: ففيها: ثمرة من ثمرات الجهاد في سبيل الله؛ وفي الحديث - عند البخاري مرفوعا: «عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلاَسِلِ» (١).
٥- تفيد: أن الله لا يعجزه هداية الطغاة مهما بلغوا من الكفر؛ وكما قال: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا}.
٦- فيها: إثبات صفة المشيئة، والمغفرة، والرحمة لله تعالى.
٧- فيها: سعة فضل الله؛ حيث فتح لعباده باب رحمته ومغفرته؛ وكما قال: ﴿وَهُوَ الَّذي يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَيَعفو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعلَمُ ما تَفعَلونَ﴾ [الشورى: ٢٥].
٨- فيها: الجمع بين الستر والتجاوز وعدم المؤاخذة؛ لقوله: {غفور} ستير، {رحيم} يتجاوز؛ فإن من الناس من يستره الله، لكن يكون عنده من العذبين.
٩- فيها: أهمية التوبة وعظم شأنها. وقد كان النبي يكثر منها - صلى الله عليه وسلم.
١٠- تفيد: أن التوبة معروضة إلى يوم القيامة، وليست قاصرة على المقصودين بالآية؛ لقوله: {والله غفور رحيم}؛ عامة لكل الناس. وفي الحديث: "والتوبة معروضة بعد". رواه البخاري. ولأن الاعتبار بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
...............
(١):قال البقاعي في النظم: وفي ذَلِكَ إشارَةٌ إلى أنَّهُ جَعَلَ هَذِهِ الوَقْعَةَ لِحِكْمَتِهِ الَّتِي اقْتَضَتْ رَبْطَ المُسَبِّباتِ بِأسْبابِها - سَبَبًا لِإسْلامِ مَن حَضَرَها مِن كُفّارِ قُرَيْشٍ وغَيْرِهِمْ ... "
وقال السعدي في تفسيره: فتاب اللّه على كثير ممن كانت الوقعة عليهم، وأتوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسلمين تائبين، فرد عليهم نساءهم، وأولادهم.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٨)، من سورة التوبة:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هذا وَإِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنيكُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [التوبة: ٢٨]:
أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"يا أيها الذين آمنوا بالله وبرسوله واتبعوا ما شرعه لهم، إنما المشركون نجس؛ لما فيهم من الكفر والظلم والأخلاق الذميمة والعادات السيئة؛ فلا يدخلوا الحرم المكي - ومن ضمنه المسجد الحرام - ولو كانوا حُجاجًا أو معتمرين بعد عامهم هذا الذي هو سنة تسع للهجرة، وإن خفتم - أيها المؤمنون- فقرًا بسبب انقطاع ما كانوا يجلبون إليكم من الأطعمة والتجارات المختلفة فإن الله سيكفيكم من فضله إن شاء، إن الله عليم بحالكم التي أنتم عليها، حكيم فيما يدبره لكم"
ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- تفيد: أن من ترك شيئا لله، عوضه الله وأخلف عليه.
٢- تفيد: أن المؤمن، طاهر؛ لحصر وقصر النجاسة على المشركين؛ لقوله: {إنما} للحصر والقصر. وفي الحديث المتفق عليه مرفوعا: "إن المؤمن لا ينجس".
٣- فيها: التذكير بالإيمان، وأنه يحث على العمل؛ لأنه ناداهم وذكرهم بالايمان قبل أن يأمرهم.
٤- تفيد: وجوب بغض المشركين، والبراءة منهم؛ لأنهم "نجس".
٥- فيها: عظم شأن المسجد الحرام.
٦- فيها: وجوب منع المشركين من المسجد الحرام واقترابهم منه. وهذا إلى قيام الساعة.
٧- فيها: دليل على الحكمة والتدرج وعدم العجلة في أمر النصر وظهور الإسلام، مع اليقين بأن {العاقبة للمتقين}. وجه ذلك: أنه قال: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام}، بعدما استتب الأمر واستقر للمسلمين. وقد كان من قبل يأمر بالعفو عنهم.
٨- فيها: دقة التعبير؛ من وجوه:
- منها: وصف نجاسة المشركين بالمصدر؛ فقال: {نجس}، ولم يقل:"أنجاس"؛ فعبر بذات بالمصدر، لأنه يشتق منه؛ فالمشركون مصدر النجاسة والشر في الدنيا.
- ومنها: الحديث عن منعهم من المسجد الحرام بمجرد القرب، فقال: {فلا يقربوا}. ولأن الأصل التحفظ من النجاسة.
٩- تفيد: أن الغنى من الله وبيده؛ لقوله: {فسوف يغنيكم الله من فضله}. وعليه: فلا يطلب الغنى بالمعصية والمخالفة؛ قال الله: {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}. وفي الحديث: "ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله ..." (١).
١٠- تفيد: أن الغنى والبركة في طاعة الله؛ قال الله: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}، وقال: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}.
٩- فيها: إيثار الآخرة على الدنيا. وأن أوامر الله تقدم على غيرها من المصالح؛ إذ المصلحة والخير كله في طاعته - سبحانه.
١١- فيها: أن المشرك نجس؛ وإن غسل بماء البحر. وهذا يدلك على يسر المطلوب من المشرك، وهو: التوحيد؛ وفي الحديث المتفق عليه: "أن الله يقول لأهون أهل النار عذابا: لو أن لك ما في الأرض من شيء، كنت تفتدي به قال: نعم قال: لقد سألتك ما هو أهون من هذا، وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك.
١٢- تفيد: أن من أهانه الله فما له من مكرم؛ لأن الله أخبر أنهم" نجس". فمهما تظاهر المشركون وبلغوا من العلوم والتكنولوجيا ... إلخ؛ فهم نجس؛ قال الله: {من يهن الله فما له من مكرم}.
١٣- تفيد: أن حج المشركين - بعد المدة المذكورة - موضوع وباطل، ولا عبرة به قط؛ فوجب صدهم عن المسجد الحرام حتى يؤمنوا بالله وحده (٢). وفي الحديث - عند مسلم: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع". وهذا يدلك على أن الأمر وتغير الحال وثباته بيد الله.
١٤- تفيد: أن الرزق والعوض، قد يتأخر لقوله: {فسوف يغنيكم}؛ لما بين السين وسوف من البعد والوسع؛ ولذا لم يقل: {فسيغنيكم}. وللإشارة إلى الأصل، وهو: الامتثال لا العوض والمقابل. وفيه من الاختبار والابتلاء ما فيه.
١٥- تفيد: أنه لا يجب على الله شيء قط؛ وإنما هو العدل والفضل منه سبحانه؛ لقوله: {فسوف يغنيكم الله من فضله} لمحض الفضل بالوعد والوفاء به. ولذا قال {إن شاء}، يريد: ليس واجبا عليه؛ بل الواجب عليكم السمع والطاعة على كل حال. ونظيرها: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض} بفضله، وليس قهرا وإلزاما. ولذا قال: {إلا بإذنه}؛ فسواء أمسكها أو أوقعها فكل شيء مرده إليه.
١٦- تفيد: أن غزوة "حنين" من آخر غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم. وأن الأمر قد استتب للمسلمين؛ لأنه كان يدفعهم بالراح شيئا فشيئا، إلى أن قال مصرحا: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}. وهذا قمة التمكين. وفيه: بيان صدق موعود الله، وأنه قد أعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
وفيه: أن الله قد مكن لأهل الحرم الحق وأوليائه الذين أخلصوا له العبادة، وأن المشركين ليسوا أهلا للحرم.
١٧- فيها: مناسبة دقيقة لما سبق. ففيها: دليل على ما حققته غزوة حنين من انتصارات وقوة وهيمنة - فينبغي العناية بدارستها -. وأن هذه القدرة على منعهم من قرب المسجد الحرام، ثمرة من ثمرات الغزوة والجهاد في سبيله والإمتثال لأوامره، والولاء والبراء في الله. وأنه يأمر وينهى عن علم وحكمة في التقديم والتأخير والأمر عامة. ولما فيها من الإشعار بانتهاء أمر الشرك، والالتفات إلى أمر اليهود والنصارى بقتالهم وإخضاعهم للدولة المسلمة بإرغامهم على "الجزية". وهذا رزق جديد بسبب الجهاد.
وعليه: ففيها: مناسبة التذييل للسياق والأحداث السابقة واللاحقة؛ لقوله: {عليم حكيم}.
..................
(١): رواه البزار (٢٩١٤)، من حديث حذيفة - رضي الله عنه -. وقال الألباني في صحيح الترغيب (١٧٠٢): حسن صحيح.
(2): وفي الحديث المتفق عليه: عن أبي هريرة، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل حجة الوداع يوم النحر، في رهط، يؤذن في الناس: ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٢٨)، من سورة التوبة:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هذا وَإِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنيكُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [التوبة: ٢٨]:
أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"يا أيها الذين آمنوا بالله وبرسوله واتبعوا ما شرعه لهم، إنما المشركون نجس؛ لما فيهم من الكفر والظلم والأخلاق الذميمة والعادات السيئة؛ فلا يدخلوا الحرم المكي - ومن ضمنه المسجد الحرام - ولو كانوا حُجاجًا أو معتمرين بعد عامهم هذا الذي هو سنة تسع للهجرة، وإن خفتم - أيها المؤمنون- فقرًا بسبب انقطاع ما كانوا يجلبون إليكم من الأطعمة والتجارات المختلفة فإن الله سيكفيكم من فضله إن شاء، إن الله عليم بحالكم التي أنتم عليها، حكيم فيما يدبره لكم"
ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- تفيد: أن من ترك شيئا لله، عوضه الله وأخلف عليه.
٢- تفيد: أن المؤمن، طاهر؛ لحصر وقصر النجاسة على المشركين؛ لقوله: {إنما} للحصر والقصر. وفي الحديث المتفق عليه مرفوعا: "إن المؤمن لا ينجس".
٣- فيها: التذكير بالإيمان، وأنه يحث على العمل؛ لأنه ناداهم وذكرهم بالايمان قبل أن يأمرهم.
٤- تفيد: وجوب بغض المشركين، والبراءة منهم؛ لأنهم "نجس".
٥- فيها: عظم شأن المسجد الحرام.
٦- فيها: وجوب منع المشركين من المسجد الحرام واقترابهم منه. وهذا إلى قيام الساعة.
٧- فيها: دليل على الحكمة والتدرج وعدم العجلة في أمر النصر وظهور الإسلام، مع اليقين بأن {العاقبة للمتقين}. وجه ذلك: أنه قال: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام}، بعدما استتب الأمر واستقر للمسلمين. وقد كان من قبل يأمر بالعفو عنهم.
٨- فيها: دقة التعبير؛ من وجوه:
- منها: وصف نجاسة المشركين بالمصدر؛ فقال: {نجس}، ولم يقل:"أنجاس"؛ فعبر بذات بالمصدر، لأنه يشتق منه؛ فالمشركون مصدر النجاسة والشر في الدنيا.
- ومنها: الحديث عن منعهم من المسجد الحرام بمجرد القرب، فقال: {فلا يقربوا}. ولأن الأصل التحفظ من النجاسة.
٩- تفيد: أن الغنى من الله وبيده؛ لقوله: {فسوف يغنيكم الله من فضله}. وعليه: فلا يطلب الغنى بالمعصية والمخالفة؛ قال الله: {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}. وفي الحديث: "ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله ..." (١).
١٠- تفيد: أن الغنى والبركة في طاعة الله؛ قال الله: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}، وقال: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}.
٩- فيها: إيثار الآخرة على الدنيا. وأن أوامر الله تقدم على غيرها من المصالح؛ إذ المصلحة والخير كله في طاعته - سبحانه.
١١- فيها: أن المشرك نجس؛ وإن غسل بماء البحر. وهذا يدلك على يسر المطلوب من المشرك، وهو: التوحيد؛ وفي الحديث المتفق عليه: "أن الله يقول لأهون أهل النار عذابا: لو أن لك ما في الأرض من شيء، كنت تفتدي به قال: نعم قال: لقد سألتك ما هو أهون من هذا، وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك.
١٢- تفيد: أن من أهانه الله فما له من مكرم؛ لأن الله أخبر أنهم" نجس". فمهما تظاهر المشركون وبلغوا من العلوم والتكنولوجيا ... إلخ؛ فهم نجس؛ قال الله: {من يهن الله فما له من مكرم}.
١٣- تفيد: أن حج المشركين - بعد المدة المذكورة - موضوع وباطل، ولا عبرة به قط؛ فوجب صدهم عن المسجد الحرام حتى يؤمنوا بالله وحده (٢). وفي الحديث - عند مسلم: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع". وهذا يدلك على أن الأمر وتغير الحال وثباته بيد الله.
١٤- تفيد: أن الرزق والعوض، قد يتأخر لقوله: {فسوف يغنيكم}؛ لما بين السين وسوف من البعد والوسع؛ ولذا لم يقل: {فسيغنيكم}. وللإشارة إلى الأصل، وهو: الامتثال لا العوض والمقابل. وفيه من الاختبار والابتلاء ما فيه.
١٥- تفيد: أنه لا يجب على الله شيء قط؛ وإنما هو العدل والفضل منه سبحانه؛ لقوله: {فسوف يغنيكم الله من فضله} لمحض الفضل بالوعد والوفاء به. ولذا قال {إن شاء}، يريد: ليس واجبا عليه؛ بل الواجب عليكم السمع والطاعة على كل حال. ونظيرها: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض} بفضله، وليس قهرا وإلزاما. ولذا قال: {إلا بإذنه}؛ فسواء أمسكها أو أوقعها فكل شيء مرده إليه.
١٦- تفيد: أن غزوة "حنين" من آخر غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم. وأن الأمر قد استتب للمسلمين؛ لأنه كان يدفعهم بالراح شيئا فشيئا، إلى أن قال مصرحا: {إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}. وهذا قمة التمكين. وفيه: بيان صدق موعود الله، وأنه قد أعز جنده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
وفيه: أن الله قد مكن لأهل الحرم الحق وأوليائه الذين أخلصوا له العبادة، وأن المشركين ليسوا أهلا للحرم.
١٧- فيها: مناسبة دقيقة لما سبق. ففيها: دليل على ما حققته غزوة حنين من انتصارات وقوة وهيمنة - فينبغي العناية بدارستها -. وأن هذه القدرة على منعهم من قرب المسجد الحرام، ثمرة من ثمرات الغزوة والجهاد في سبيله والإمتثال لأوامره، والولاء والبراء في الله. وأنه يأمر وينهى عن علم وحكمة في التقديم والتأخير والأمر عامة. ولما فيها من الإشعار بانتهاء أمر الشرك، والالتفات إلى أمر اليهود والنصارى بقتالهم وإخضاعهم للدولة المسلمة بإرغامهم على "الجزية". وهذا رزق جديد بسبب الجهاد.
وعليه: ففيها: مناسبة التذييل للسياق والأحداث السابقة واللاحقة؛ لقوله: {عليم حكيم}.
..................
(١): رواه البزار (٢٩١٤)، من حديث حذيفة - رضي الله عنه -. وقال الألباني في صحيح الترغيب (١٧٠٢): حسن صحيح.
(2): وفي الحديث المتفق عليه: عن أبي هريرة، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل حجة الوداع يوم النحر، في رهط، يؤذن في الناس: ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٣٠)، من سورة التوبة:
﴿وَقالَتِ اليَهودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارَى المَسيحُ ابنُ اللَّهِ ذلِكَ قَولُهُم بِأَفواهِهِم يُضاهِئونَ قَولَ الَّذينَ كَفَروا مِن قَبلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنّى يُؤفَكونَ﴾ [التوبة: ٣٠]
أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"إن كلًّا من اليهود والنصارى مشركون، فاليهود أشركوا بالله لما ادعوا أن عُزيرًا ابنُ الله، والنصارى أشركوا به لما ادعوا أن المسيح عيسى ابنُ الله، ذلك القول الذي افتروه قالوه بأفواههم دون إقامة برهان عليه، وهم يشابهون في هذا القول قول المشركين من قبلهم الذين قالوا: إن الملائكة بناتُ الله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، أهلكهم الله، كيف يُصْرَفون عن الحق البيِّن إلى الباطل؟!"
ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- تفيد: أن اليهود والنصارى، ملعونون؛ لقوله: {قاتلهم الله}، أي: لعنهم الله. ومنه قوله تعالى: {قُتل الخراصون}، أي: لعن الكذابون.
٢- تفيد: وجوب بغض اليهود والنصارى، والبراءة منهم.
٣- فيها: أن اليهود والنصارى، كفار مشركون.
٤- تفيد: أن من شك في كفر اليهود والنصارى، فهو كافر.
٥- فيها الدعاء على اليهود والنصارى؛ لقوله: {قاتلهم الله}؛ وقد ور كثيرا الدعاء عليهم.
٦- فيها: أن الكفر يكون باللسان؛ لقوله: {وقالت اليهود}، وقوله: {يضاهئون قول الذين كفروا}.
٧- تفيد: أن اليهود والنصارى، بعضهم أولياء بعض؛ لأنهم اجتمعوا على الشرك والكفر وادعاء الولد لله - سبحانه.
٨- تفيد: أن الكفر ونسبة الولد إلى الله، قديم؛ لقوله: {يضاهئون قول الذين كفروا من قبل}.
٩- فيها: أن عزيرا وعيسى عباد لله؛ قال الله: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله}.
١٠- تفيد: أن نسبة الولد إلى الله، أشنع الكذب والباطل والكفر؛ لقوله: {قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنّى يُؤفَكونَ}.
١١- تفيد: أن الله منزه عن الولد، وأنه - سبحانه - واحد أحد لم يلد؛ قال الله: ﴿قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌاللَّهُ الصَّمَدُلَم يَلِد وَلَم يولَدوَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١-٤].
تفيد: أن الله منزه عن الصاحبة (الزوجة)؛ لأن الولد ينتج عن الصاحبة - تعالى الله؛ ولذا قال تعالى: ﴿وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحمنُ وَلَدًالَقَد جِئتُم شَيئًا إِدًّا﴾ [مريم: ٨٨-٨٩]، أي: عظيما منكرا؛ لأنكم تعلمون كيف يحصل الولد!.
١٢- تفيد: أن كلما ازداد المرء علما، واستكبر عن الانقياد للحق، كلما شدد عليه في العقوبة؛ لقوله: {قاتلهم الله أنى يؤفكون}، أي: من أين ينصرفون عن الحق، وهو ظاهر لهم؟، يريد: ليس لهم عذر فيما قالوه.
قال البقاعي في النظم: ﴿مِن قَبْلُ﴾ أيْ: مِن قَبْلِ أنْ يَحْدُثَ مِنهم هَذا القَوْلُ، وهَذا دَلِيلٌ عَلى أنَّ العَرَبَ غَيَّرُوا دِينَ إسْماعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ..."
١٣- تشير إلى: ثمرة من ثمرات الجزية؛ فإنهم إن أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، فكروا في الدخول إلى الإسلام؛ أكرم لهم من هذه الذلة. ولذا شدد واشترط في أن يعطوها {عن يد وهم صاغرون}؛ وليس مجرد إعطاء وتسليم، وليس فيها توكيل. وهذا من محاسن الإسلام.
١٤- تفيد: أن الجزية لا تضرب على النساء والعبيد والصبيان ويقاس عليهم المجانين؛ لقوله: {عن يد وهم صاغرون}. وهذا لا يندرج على هؤلاء.
ولقوله: {قاتلوا}، والأصل عدم مقاتلة هؤلاء المذكورين. وفي الحديث المتفق عليه: "فأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل النساء والصبيان".
وفي لفظ لمسلم: "فنهى عن قتل النساء والصبيان". وهذا من محاسن الإسلام.
قال البغوي في تفسيره: وفيه دليل على أنها لا تجب على الصبيان وكذلك لا تجب على النسوان. انتهى
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٣٠)، من سورة التوبة:
﴿وَقالَتِ اليَهودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارَى المَسيحُ ابنُ اللَّهِ ذلِكَ قَولُهُم بِأَفواهِهِم يُضاهِئونَ قَولَ الَّذينَ كَفَروا مِن قَبلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنّى يُؤفَكونَ﴾ [التوبة: ٣٠]
أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"إن كلًّا من اليهود والنصارى مشركون، فاليهود أشركوا بالله لما ادعوا أن عُزيرًا ابنُ الله، والنصارى أشركوا به لما ادعوا أن المسيح عيسى ابنُ الله، ذلك القول الذي افتروه قالوه بأفواههم دون إقامة برهان عليه، وهم يشابهون في هذا القول قول المشركين من قبلهم الذين قالوا: إن الملائكة بناتُ الله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، أهلكهم الله، كيف يُصْرَفون عن الحق البيِّن إلى الباطل؟!"
ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- تفيد: أن اليهود والنصارى، ملعونون؛ لقوله: {قاتلهم الله}، أي: لعنهم الله. ومنه قوله تعالى: {قُتل الخراصون}، أي: لعن الكذابون.
٢- تفيد: وجوب بغض اليهود والنصارى، والبراءة منهم.
٣- فيها: أن اليهود والنصارى، كفار مشركون.
٤- تفيد: أن من شك في كفر اليهود والنصارى، فهو كافر.
٥- فيها الدعاء على اليهود والنصارى؛ لقوله: {قاتلهم الله}؛ وقد ور كثيرا الدعاء عليهم.
٦- فيها: أن الكفر يكون باللسان؛ لقوله: {وقالت اليهود}، وقوله: {يضاهئون قول الذين كفروا}.
٧- تفيد: أن اليهود والنصارى، بعضهم أولياء بعض؛ لأنهم اجتمعوا على الشرك والكفر وادعاء الولد لله - سبحانه.
٨- تفيد: أن الكفر ونسبة الولد إلى الله، قديم؛ لقوله: {يضاهئون قول الذين كفروا من قبل}.
٩- فيها: أن عزيرا وعيسى عباد لله؛ قال الله: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله}.
١٠- تفيد: أن نسبة الولد إلى الله، أشنع الكذب والباطل والكفر؛ لقوله: {قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنّى يُؤفَكونَ}.
١١- تفيد: أن الله منزه عن الولد، وأنه - سبحانه - واحد أحد لم يلد؛ قال الله: ﴿قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌاللَّهُ الصَّمَدُلَم يَلِد وَلَم يولَدوَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١-٤].
تفيد: أن الله منزه عن الصاحبة (الزوجة)؛ لأن الولد ينتج عن الصاحبة - تعالى الله؛ ولذا قال تعالى: ﴿وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحمنُ وَلَدًالَقَد جِئتُم شَيئًا إِدًّا﴾ [مريم: ٨٨-٨٩]، أي: عظيما منكرا؛ لأنكم تعلمون كيف يحصل الولد!.
١٢- تفيد: أن كلما ازداد المرء علما، واستكبر عن الانقياد للحق، كلما شدد عليه في العقوبة؛ لقوله: {قاتلهم الله أنى يؤفكون}، أي: من أين ينصرفون عن الحق، وهو ظاهر لهم؟، يريد: ليس لهم عذر فيما قالوه.
قال البقاعي في النظم: ﴿مِن قَبْلُ﴾ أيْ: مِن قَبْلِ أنْ يَحْدُثَ مِنهم هَذا القَوْلُ، وهَذا دَلِيلٌ عَلى أنَّ العَرَبَ غَيَّرُوا دِينَ إسْماعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ..."
١٣- تشير إلى: ثمرة من ثمرات الجزية؛ فإنهم إن أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، فكروا في الدخول إلى الإسلام؛ أكرم لهم من هذه الذلة. ولذا شدد واشترط في أن يعطوها {عن يد وهم صاغرون}؛ وليس مجرد إعطاء وتسليم، وليس فيها توكيل. وهذا من محاسن الإسلام.
١٤- تفيد: أن الجزية لا تضرب على النساء والعبيد والصبيان ويقاس عليهم المجانين؛ لقوله: {عن يد وهم صاغرون}. وهذا لا يندرج على هؤلاء.
ولقوله: {قاتلوا}، والأصل عدم مقاتلة هؤلاء المذكورين. وفي الحديث المتفق عليه: "فأنكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل النساء والصبيان".
وفي لفظ لمسلم: "فنهى عن قتل النساء والصبيان". وهذا من محاسن الإسلام.
قال البغوي في تفسيره: وفيه دليل على أنها لا تجب على الصبيان وكذلك لا تجب على النسوان. انتهى
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٣١)، من سورة التوبة:
﴿اتَّخَذوا أَحبارَهُم وَرُهبانَهُم أَربابًا مِن دونِ اللَّهِ وَالمَسيحَ ابنَ مَريَمَ وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدوا إِلهًا واحِدًا لا إِلهَ إِلّا هُوَ سُبحانَهُ عَمّا يُشرِكونَ﴾ [التوبة: ٣١]:
أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"جعل اليهود علماءهم، والنصارى عُبَّادهم؛ أربابًا من دون الله، يحلون لهم ما حرمه الله عليهم، ويحرمون عليهم ما أحله الله لهم، وجعل النصارى المسيح عيسى بن مريم إلهًا مع الله، وما أمر الله علماء اليهود وعُبَّاد النصارى وما أمر عزيرًا وعيسى بن مريم إلا أن يعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئًا، فهو سبحانه إله واحد، لا معبود بحق سواه، تنزه سبحانه، وتقدس أن يكون له شريك كما يقول هؤلاء المشركون وغيرهم"
ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- فيها: كفر الأحبار والرهبان؛ لأنهم شرعوا من دون الله.
٢- فيها: كفر اليهود والنصارى الذين اتخذوهم أربابا من دون الله.
٣- فيها: أن النصارى اتخذوا المسيح ربا من دون الله.
٤- تفيد: أن اليهود والنصارى، أشركوا في الربوبية والألوهية.
٥- فيها: أن التحريم والتحليل من خصائص الرب - جل وعلا.
٦- تفيد: كفر المُشَرّع من دون الله.
٧- تفيد: أن الشرك يكون في الربوبية، كما يكون في الألوهية.
٨- تفيد: أن من أطاع أحدا في تحليل الحرام أو تحريم الحلال، فقد اتخذه ربا من دون الله.
٩- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن المعصية تجر أختها؛ لأنهم لما كفروا بالله وقالوا إن عزيرا والمسيح أبناءً لله - في الآية التي قبلها -، أدى بهم الحال إلى أن {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}.
١٠- تفيد: أن الله لم يأمر إلا بعبادته وحده؛ لقوله: {وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدوا إِلهًا واحِدًا}. وكما قال: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
١١- تشير إلى: عدم الهوادة في قتال هؤلاء المذكرين. ففيها: مناسبة وتصديق لقوله: ﴿قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صاغِرونَ﴾ [التوبة: ٢٩].
١٢- تفيد: أن الحكم للغالب؛ لأن الآية تحدثت عن الأحبار والرهبان، باعتبار الغالب؛ وتصديقه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّ كَثيرًا مِنَ الأَحبارِ وَالرُّهبانِ لَيَأكُلونَ أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ﴾ [التوبة: ٣٤].
١٣- تشير إلى: خطر علماء السوء، لقوله: {اتخذوا أحبارهم}، أي: علماءهم.
١٤- تشير إلى: ضرر وحطر الرؤساء الجهال، أي: العُبَّاد الجُهَّال؛ لقوله: {ورهبانهم}، أي: وعبادهم. وتصديقه الحديث المتفق عليه: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا"
١٤- يفهم منها: فضل العلماء الربانيين؛ الذين يعلمون الناس التوحيد والخير والهدى.
١٥- تشير إلى: أن وظيفة العلماء، تعبيد الناس لله رب العالمين؛ لا تعبيد الناس لهم أو لغيرهم؛ قال الله: ﴿ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللَّهُ الكِتابَ وَالحُكمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقولَ لِلنّاسِ كونوا عِبادًا لي مِن دونِ اللَّهِ وَلكِن كونوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلِّمونَ الكِتابَ وَبِما كُنتُم تَدرُسونَ﴾ [آل عمران: ٧٩].
١٦- تشير إلى: الجمع بين العلم والعمل معا؛ لقوله: {أحبارهم ورهبانهم}، أي: العلماء والعباد؛ فيعاب على العالم الذي لم يعمل بعلمه، وعلى الجاهل الذي يعمل بلا علم؛ ولذا قيل: "من علم ولم يعمل فقد شابه اليهود، ومن عمل من غير علم فقد شابه النصارى".
١٧- يفهم منها: أن صاحب الهوى، يتمسك بالآراء الضالة ويدافع عن قائلها ويتعصب له؛ لقوله: {اتخذوا}، ولم يقل "اتبعوا" - مثلا -؛ فليس مجرد اتباع وقفو.
١٨- تفيد: أن من أطاع أحدا في التحريم والتحليل من دون الله، فهو ملعون؛ لقوله قبلها: {قاتلهم الله أنى يؤفكون}، ثم قال بعدها: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}. وقاتلهم: لعنهم. ومنه قوله تعالى: {قتل الخراصون}، أي: لعن الكذابون.
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
تنبيه: الكتابة تكون في الهداية، التي هي: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: لإيضاح المعنى.
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٣١)، من سورة التوبة:
﴿اتَّخَذوا أَحبارَهُم وَرُهبانَهُم أَربابًا مِن دونِ اللَّهِ وَالمَسيحَ ابنَ مَريَمَ وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدوا إِلهًا واحِدًا لا إِلهَ إِلّا هُوَ سُبحانَهُ عَمّا يُشرِكونَ﴾ [التوبة: ٣١]:
أولا: المعنى الإجمالي للآية:
من كتاب: المختصر في التفسير - تأليف مجموعة علماء:
"جعل اليهود علماءهم، والنصارى عُبَّادهم؛ أربابًا من دون الله، يحلون لهم ما حرمه الله عليهم، ويحرمون عليهم ما أحله الله لهم، وجعل النصارى المسيح عيسى بن مريم إلهًا مع الله، وما أمر الله علماء اليهود وعُبَّاد النصارى وما أمر عزيرًا وعيسى بن مريم إلا أن يعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئًا، فهو سبحانه إله واحد، لا معبود بحق سواه، تنزه سبحانه، وتقدس أن يكون له شريك كما يقول هؤلاء المشركون وغيرهم"
ثانيا: الهدايات المستنبطة من الآية:
١- فيها: كفر الأحبار والرهبان؛ لأنهم شرعوا من دون الله.
٢- فيها: كفر اليهود والنصارى الذين اتخذوهم أربابا من دون الله.
٣- فيها: أن النصارى اتخذوا المسيح ربا من دون الله.
٤- تفيد: أن اليهود والنصارى، أشركوا في الربوبية والألوهية.
٥- فيها: أن التحريم والتحليل من خصائص الرب - جل وعلا.
٦- تفيد: كفر المُشَرّع من دون الله.
٧- تفيد: أن الشرك يكون في الربوبية، كما يكون في الألوهية.
٨- تفيد: أن من أطاع أحدا في تحليل الحرام أو تحريم الحلال، فقد اتخذه ربا من دون الله.
٩- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن المعصية تجر أختها؛ لأنهم لما كفروا بالله وقالوا إن عزيرا والمسيح أبناءً لله - في الآية التي قبلها -، أدى بهم الحال إلى أن {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}.
١٠- تفيد: أن الله لم يأمر إلا بعبادته وحده؛ لقوله: {وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدوا إِلهًا واحِدًا}. وكما قال: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
١١- تشير إلى: عدم الهوادة في قتال هؤلاء المذكرين. ففيها: مناسبة وتصديق لقوله: ﴿قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صاغِرونَ﴾ [التوبة: ٢٩].
١٢- تفيد: أن الحكم للغالب؛ لأن الآية تحدثت عن الأحبار والرهبان، باعتبار الغالب؛ وتصديقه: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّ كَثيرًا مِنَ الأَحبارِ وَالرُّهبانِ لَيَأكُلونَ أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ﴾ [التوبة: ٣٤].
١٣- تشير إلى: خطر علماء السوء، لقوله: {اتخذوا أحبارهم}، أي: علماءهم.
١٤- تشير إلى: ضرر وحطر الرؤساء الجهال، أي: العُبَّاد الجُهَّال؛ لقوله: {ورهبانهم}، أي: وعبادهم. وتصديقه الحديث المتفق عليه: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا"
١٤- يفهم منها: فضل العلماء الربانيين؛ الذين يعلمون الناس التوحيد والخير والهدى.
١٥- تشير إلى: أن وظيفة العلماء، تعبيد الناس لله رب العالمين؛ لا تعبيد الناس لهم أو لغيرهم؛ قال الله: ﴿ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللَّهُ الكِتابَ وَالحُكمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقولَ لِلنّاسِ كونوا عِبادًا لي مِن دونِ اللَّهِ وَلكِن كونوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلِّمونَ الكِتابَ وَبِما كُنتُم تَدرُسونَ﴾ [آل عمران: ٧٩].
١٦- تشير إلى: الجمع بين العلم والعمل معا؛ لقوله: {أحبارهم ورهبانهم}، أي: العلماء والعباد؛ فيعاب على العالم الذي لم يعمل بعلمه، وعلى الجاهل الذي يعمل بلا علم؛ ولذا قيل: "من علم ولم يعمل فقد شابه اليهود، ومن عمل من غير علم فقد شابه النصارى".
١٧- يفهم منها: أن صاحب الهوى، يتمسك بالآراء الضالة ويدافع عن قائلها ويتعصب له؛ لقوله: {اتخذوا}، ولم يقل "اتبعوا" - مثلا -؛ فليس مجرد اتباع وقفو.
١٨- تفيد: أن من أطاع أحدا في التحريم والتحليل من دون الله، فهو ملعون؛ لقوله قبلها: {قاتلهم الله أنى يؤفكون}، ثم قال بعدها: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}. وقاتلهم: لعنهم. ومنه قوله تعالى: {قتل الخراصون}، أي: لعن الكذابون.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
*هدايات الكتاب العزيز:*
*يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
ننتقل إلى الآية رقم: (٣٢)، من سورة "التوبة":
﴿يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ﴾ [التوبة: ٣٢]:
أولا: المعنى الإجمالي للآية، من كتاب: التفسير الميسر:
"يريد الكفار بتكذيبهم أن يبطلوا دين الإسلام، ويبطلوا حجج الله وبراهينه على توحيده الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ويأبى الله إلا أن يتمَّ دينه ويظهره، ويعلي كلمته، ولو كره ذلك الجاحدون".
ثانيا: بعض الهدايات المستنبطة من الآية:
١- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن من صور السعي لاطفاء نور الله، تحليل ما حرم وتحريم ما أحل؛ من ذلك: منع التعدد وتجريم من يفعله.
وعليه: تفيد: أن اليهود والنصارى رأس في ذلك، وأن من فعل ذلك فهو لهم تبع.
٢- فيها: وصف الدين وما شرعه الله، ب/ "النور"؛ فمن بلغه الإسلام وتجرد وسلم قلبه من الكبر، آمن لما فيه من النور البين الساطع؛ فإذا صادف قلبا حيا أناره؛ وإلا كان كما قال الله: {إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.
وعليه: فهو حجة على من بلغه لقوة هذا النور وظهوره وعدم خفائه.
٣- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن تبيين الله للحلال والحرام الحق، نور للناس يمشون به في دنياهم؛ فمن لم يتقيد به عاش في الظلمات. وقول الله: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}.
٤- تفيد: أن الله غالب على أمره؛ فمهما بلغ طغيانهم ومحاربتهم لدينه، فهم في قبضته وسلطانه؛ قال الله: {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
٥- تفيد: أن للعبد إرادة واختيارا؛ فإن شاء آمن وأحب ما جاء به الله، وإن شاء كفر وكره ما أنزل الله؛ لقوله: {ولو كره الكافرون}. وعليه: ففيها رد على الجبرية. وقول الله: ﴿وَأَمّا ثَمودُ فَهَدَيناهُم فَاستَحَبُّوا العَمى عَلَى الهُدى فَأَخَذَتهُم صاعِقَةُ العَذابِ الهونِ بِما كانوا يَكسِبونَ﴾ [فصلت: ١٧].
٦- يفهم منها: خطورة الإعلام في الترويج إلى تحليل ما حرم الله ورسوله؛ لأنه خص "الفاه" بالذكر دون غيره (بأفواههم)؛ لما له من عظيم الأثر. وفيه: فوائد: أن الإنسان يتأثر بما يسمع، فلا يصغي لهؤلاء حتى لا يفتن بهم. ومنها: إتخاذ هذه الوسائل لتبيين الحرام والحلال للناس على مراد الله.
٧- فيها: تهوين وتحقير لأمر هؤلاء وبيان عجزهم؛ فهم مع هذا الاستمرار والإصرار ومكر الليل والنهار (١)، ما استطاعوا ولن يستطيعوا إطفاء هذا النور.
٨- فيها: حث للمؤمنين على قتال هؤلاء المشار إليهم؛ فبعدما ذكر للمؤمنين شركهم واتخاذهم الأرباب من دون الله، ذكر أنهم لم يقتصروا على الكفر فحسب، بل نبه أنهم يدعون إليه ويريدون إطفاء نوره - سبحانه. وعليه: ففيها: مناسبة لما قبلها.
٩- تفيد: أن الله قد تولى حفظ دينه ونصرته؛ لقوله: {متم نوره}، فأضافه إلى نفسه - سبحانه.
وفيه: فوائد:
منها: أن الله غنى عن غيره؛ فمع أنه يأمر بقتالهم في قوله: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم} إلى قوله: من الذين أتوا الكتاب}، إلا أنه مستغني عن غيره ولا يحتاج لأحد لينصر دينه؛ ولكن كما قال: {وَلَو يَشاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنهُم وَلكِن لِيَبلُوَ بَعضَكُم بِبَعضٍ}.
ومنها: حث للمؤمن على نصرة دين الله؛ فإن الله سينصر دينه بك أو بغيرك.
١٠- فيها: أن من أحل الحرام وحرم الحلال، فهو كافر محارب لله؛ لقوله: {ولو كره الكافرون}. وعليه: ففيها: مناسبة لما سبقها.
١١- فيها: إرغام للكافرين؛ لقوله: {ولو كره الكافرون}.
................
(١): قال الله: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}، وقوله: {بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا}.
*يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: +966509006424
ننتقل إلى الآية رقم: (٣٢)، من سورة "التوبة":
﴿يُريدونَ أَن يُطفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفواهِهِم وَيَأبَى اللَّهُ إِلّا أَن يُتِمَّ نورَهُ وَلَو كَرِهَ الكافِرونَ﴾ [التوبة: ٣٢]:
أولا: المعنى الإجمالي للآية، من كتاب: التفسير الميسر:
"يريد الكفار بتكذيبهم أن يبطلوا دين الإسلام، ويبطلوا حجج الله وبراهينه على توحيده الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ويأبى الله إلا أن يتمَّ دينه ويظهره، ويعلي كلمته، ولو كره ذلك الجاحدون".
ثانيا: بعض الهدايات المستنبطة من الآية:
١- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن من صور السعي لاطفاء نور الله، تحليل ما حرم وتحريم ما أحل؛ من ذلك: منع التعدد وتجريم من يفعله.
وعليه: تفيد: أن اليهود والنصارى رأس في ذلك، وأن من فعل ذلك فهو لهم تبع.
٢- فيها: وصف الدين وما شرعه الله، ب/ "النور"؛ فمن بلغه الإسلام وتجرد وسلم قلبه من الكبر، آمن لما فيه من النور البين الساطع؛ فإذا صادف قلبا حيا أناره؛ وإلا كان كما قال الله: {إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.
وعليه: فهو حجة على من بلغه لقوة هذا النور وظهوره وعدم خفائه.
٣- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن تبيين الله للحلال والحرام الحق، نور للناس يمشون به في دنياهم؛ فمن لم يتقيد به عاش في الظلمات. وقول الله: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}.
٤- تفيد: أن الله غالب على أمره؛ فمهما بلغ طغيانهم ومحاربتهم لدينه، فهم في قبضته وسلطانه؛ قال الله: {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
٥- تفيد: أن للعبد إرادة واختيارا؛ فإن شاء آمن وأحب ما جاء به الله، وإن شاء كفر وكره ما أنزل الله؛ لقوله: {ولو كره الكافرون}. وعليه: ففيها رد على الجبرية. وقول الله: ﴿وَأَمّا ثَمودُ فَهَدَيناهُم فَاستَحَبُّوا العَمى عَلَى الهُدى فَأَخَذَتهُم صاعِقَةُ العَذابِ الهونِ بِما كانوا يَكسِبونَ﴾ [فصلت: ١٧].
٦- يفهم منها: خطورة الإعلام في الترويج إلى تحليل ما حرم الله ورسوله؛ لأنه خص "الفاه" بالذكر دون غيره (بأفواههم)؛ لما له من عظيم الأثر. وفيه: فوائد: أن الإنسان يتأثر بما يسمع، فلا يصغي لهؤلاء حتى لا يفتن بهم. ومنها: إتخاذ هذه الوسائل لتبيين الحرام والحلال للناس على مراد الله.
٧- فيها: تهوين وتحقير لأمر هؤلاء وبيان عجزهم؛ فهم مع هذا الاستمرار والإصرار ومكر الليل والنهار (١)، ما استطاعوا ولن يستطيعوا إطفاء هذا النور.
٨- فيها: حث للمؤمنين على قتال هؤلاء المشار إليهم؛ فبعدما ذكر للمؤمنين شركهم واتخاذهم الأرباب من دون الله، ذكر أنهم لم يقتصروا على الكفر فحسب، بل نبه أنهم يدعون إليه ويريدون إطفاء نوره - سبحانه. وعليه: ففيها: مناسبة لما قبلها.
٩- تفيد: أن الله قد تولى حفظ دينه ونصرته؛ لقوله: {متم نوره}، فأضافه إلى نفسه - سبحانه.
وفيه: فوائد:
منها: أن الله غنى عن غيره؛ فمع أنه يأمر بقتالهم في قوله: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم} إلى قوله: من الذين أتوا الكتاب}، إلا أنه مستغني عن غيره ولا يحتاج لأحد لينصر دينه؛ ولكن كما قال: {وَلَو يَشاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنهُم وَلكِن لِيَبلُوَ بَعضَكُم بِبَعضٍ}.
ومنها: حث للمؤمن على نصرة دين الله؛ فإن الله سينصر دينه بك أو بغيرك.
١٠- فيها: أن من أحل الحرام وحرم الحلال، فهو كافر محارب لله؛ لقوله: {ولو كره الكافرون}. وعليه: ففيها: مناسبة لما سبقها.
١١- فيها: إرغام للكافرين؛ لقوله: {ولو كره الكافرون}.
................
(١): قال الله: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}، وقوله: {بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا}.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري، المكي إقامة.
للاشتراك في القناة (تليجرام):
https://t.me/ABD222
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٣٦)، من سورة التوبة:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم وَقاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً كَما يُقاتِلونَكُم كافَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقينَ﴾ [التوبة: ٣٦]:
١- فيها: أهمية التوكيد في الخطاب؛ لقوله: {إنَّ} توكيد. وقيل: "إنَّ" تأكيد يشبه اليمين. قال ابن عاشور في التحرير: وافتتاح الكلام بحرف التوكيد للاهتمام بمضمونه لتتوجه أسماع الناس وألبابهم إلى وعيه.
٢- تفيد: أن الحكم لله وحده؛ لقوله: {عند الله}. وعليه: فالشهور ملك لله، لا يجوز إحداث عيد إلا بإذن منه سبحانه.
٣- تفيد: أن السنة والأشهر المعتبرة شرعا، الأشهر الهلالية - القمرية؛ بدليل: {منها أربعة حرم}. وعليه: فالتقويم الهجري هو الأصل وهو المعتبر؛ فينبغي مخالفة المشركين في تقويمهم (١).
٤- فيها: العدد والإحصاء؛ لقوله: {إن عدة الشهور}، أي: عدد الشهور. وقول الله: {وأحصوا العدة}، أي: احفظوا عددها. وقوله: {لتعلموا عدد السنين والحساب}.
٥- تفيد: أن الله فضّل الأزمان بعضها على بعض؛ لقوله: { مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ}.
٦- تفيد: أن التحريف وإنساء الشهور - كما فعله المشركون قديما - طارئ؛ لقوله: {يوم خلق السماوات والأرض}، أي: من أول ما خلق السماوات والأرض.
٧- فيها: الإيمان باللوح المحفوظ، وما كتب فيه؛ لقوله: {في كِتابِ اللَّهِ}، أي: اللوح المحفوظ.
٨- تفيد: أن المعاصي، ظلم للنفس؛ لقوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}. وكما قال: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}.
٩- تفيد: أن تجنب المعاصي، يعين على قتال المشركين؛ لقوله: {فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم وَقاتِلُوا المُشرِكينَ}.
١٠- فيها: وجوب قتال المشركين؛ لأن الأمر للوجوب.
١١- تفيد: أن التقوى، تعبد وجهاد معا؛ لأنه تعالى بعد أن ذكر ما يتعلق بالشهور وتجنب المعاصي، أمر بقتال المشركين.
١٢- فيها: تذكير المجاهدين بتقوى الله - عز وجل. ففيها: تلميح بأن التقوى تجلب النصر. والشواهد كثيرة.
١٣- فيها: إثبات معية الله الخاصة؛ {واعلموا أن الله مع المتقين}.
١٤- تفيد: أن سنة الله لا تتبدل ولا تتغير؛ مهما حاول الناس؛ لقوله: {يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ}. وقول الله: {ولن تجد لسنتنا تحويلا}.
١٥- فيها: الإيمان بحرمة الأشهر الحرم الأربعة، وهي: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم.
١٦- فيها: أن الإسلام وحده، هو الدين القيم؛ ولما اشتمل عليه واجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من الأديان.
١٧- فيها: فضل وعنايته بخلقه وأنه لم يخلقهم هملا؛ حيث جعل لهم هذه الشهور، وحذرهم من ظلمهم لأنفسهم. وقول الله: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس}، وقوله: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب}.
١٨- تفيد: وجوب البراءة من المشركين، واتخاذهم أعداء.
١٩- تفيد: أن التقوى تتأكد عند قتال المشركين؛ كما أن اتقاء الظلم يتأكد في الأشهر الحرم.
٢٠- فيها: بيان عداوة المشركين للمسلمين؛ لقوله: {كما يقاتلونكم كافة}، عن قوس واحدة.
٢١- تفيد: أن الإسلام دين العدل؛ فهو حرب على من حاربه سلم على من سالمه؛ فليس فيه جبن ولا بغي.
٢٢- فيها: بيان لشناعة الشرك وأنه أظلم الظلم؛ لأن المشرك يسوي بين هذا الخالق الذي خلق السماوات والأرض وحكم وشرع، وبين معبودات وأصنام عاجزة لا تفعل شيئا من ذلك.
٢٣- فيها: أن دين الإسلام، هو الدين القيم المستقيم لا اعوجاج فيه.
٢٤- تفيد، وبضميمة ما بعدها: أن المشركين وكثيرا من الأحبار والرهبان، مفسدون في الأرض؛ ومن إفسادهم: تغيير الحقائق والتواريخ والأحداث؛ لقوله بعدها: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما}. وبضميمة السابق: {إن كثيرا من الأحبار والرهبان ...}.
٢٥- تفيد: أن ظلم النفس يعظم في أوقات وأزمنة دون غيرها؛ لقوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}؛ وإلا فالواجب عدم ظلم النفس في كل وقت.
وعليه: فالذنوب تتفاوت؛ فمنها الصغير والكبير؛ بدليل ما بعدها: {إنما النسيء زيادة في الكفر}.
٢٦- فيها: شرف وعظم شأن اللوح المحفوظ؛ لقوله: {في كتاب الله}؛ فأضافه لنفسه - إضافة تشريف. ولأن الله كتب فيه كل شيء. وحسبك بقول الله: {بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ}.
٢٧- فيها: العدل والقسط؛ ففيها الأمر بقتال المشركين جميعا، كما يقاتلون المسلمين جميعا؛ الله يقول: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}.
٢٨- تشير إلى: عدم الخشية من أعداد الكفار مهما كثرت؛ لقوله: {واعلموا أن الله مع المتقين}.
٢٩- تشير إلى: أن الزكاة تجب بحلول هذه الأشهر القمرية؛ بدليل ما قبلها. وعليه: ففيها: مناسبة لما قبلها.
٣٠- تفيد: عدم التخلف عن قتال المشركين؛ لقوله: {كافة}. على قاعدة: {فانفروا ثبات أو انفروا جميعا} حسب المصلحة. المهم عدم التخلف {انفروا خفافا وثقالا}.
٣١- تفيد: أن الله قد أنجز وعده، وأنه أظهر الإسلام على غيره من الأديان، وأن الزمان قد رجع كما خلقه الله؛ ففي الحديث المتفق عليه مرفوعا: "الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا؛ منها أربعة حرم، ..."
وهذا تصديق لقوله: {ليظهره على الدين كله}.
...........................
(١): قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: "والمُرادُ بِالشُّهُورِ: الشُّهُورُ القَمَرِيَّةُ بِقَرِينَةِ المَقامِ؛ لِأنَّها المَعْرُوفَةَ عِنْدَ العَرَبِ وعِنْدَ أغْلَبِ الأُمَمِ، وهي أقْدَمُ أشْهُرِ التَّوْقِيتِ في البَشَرِ وأضْبَطُها... ".
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري، المكي إقامة.
للاشتراك في القناة (تليجرام):
https://t.me/ABD222
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٣٦)، من سورة التوبة:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم وَقاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً كَما يُقاتِلونَكُم كافَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقينَ﴾ [التوبة: ٣٦]:
١- فيها: أهمية التوكيد في الخطاب؛ لقوله: {إنَّ} توكيد. وقيل: "إنَّ" تأكيد يشبه اليمين. قال ابن عاشور في التحرير: وافتتاح الكلام بحرف التوكيد للاهتمام بمضمونه لتتوجه أسماع الناس وألبابهم إلى وعيه.
٢- تفيد: أن الحكم لله وحده؛ لقوله: {عند الله}. وعليه: فالشهور ملك لله، لا يجوز إحداث عيد إلا بإذن منه سبحانه.
٣- تفيد: أن السنة والأشهر المعتبرة شرعا، الأشهر الهلالية - القمرية؛ بدليل: {منها أربعة حرم}. وعليه: فالتقويم الهجري هو الأصل وهو المعتبر؛ فينبغي مخالفة المشركين في تقويمهم (١).
٤- فيها: العدد والإحصاء؛ لقوله: {إن عدة الشهور}، أي: عدد الشهور. وقول الله: {وأحصوا العدة}، أي: احفظوا عددها. وقوله: {لتعلموا عدد السنين والحساب}.
٥- تفيد: أن الله فضّل الأزمان بعضها على بعض؛ لقوله: { مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ}.
٦- تفيد: أن التحريف وإنساء الشهور - كما فعله المشركون قديما - طارئ؛ لقوله: {يوم خلق السماوات والأرض}، أي: من أول ما خلق السماوات والأرض.
٧- فيها: الإيمان باللوح المحفوظ، وما كتب فيه؛ لقوله: {في كِتابِ اللَّهِ}، أي: اللوح المحفوظ.
٨- تفيد: أن المعاصي، ظلم للنفس؛ لقوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}. وكما قال: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}.
٩- تفيد: أن تجنب المعاصي، يعين على قتال المشركين؛ لقوله: {فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم وَقاتِلُوا المُشرِكينَ}.
١٠- فيها: وجوب قتال المشركين؛ لأن الأمر للوجوب.
١١- تفيد: أن التقوى، تعبد وجهاد معا؛ لأنه تعالى بعد أن ذكر ما يتعلق بالشهور وتجنب المعاصي، أمر بقتال المشركين.
١٢- فيها: تذكير المجاهدين بتقوى الله - عز وجل. ففيها: تلميح بأن التقوى تجلب النصر. والشواهد كثيرة.
١٣- فيها: إثبات معية الله الخاصة؛ {واعلموا أن الله مع المتقين}.
١٤- تفيد: أن سنة الله لا تتبدل ولا تتغير؛ مهما حاول الناس؛ لقوله: {يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ}. وقول الله: {ولن تجد لسنتنا تحويلا}.
١٥- فيها: الإيمان بحرمة الأشهر الحرم الأربعة، وهي: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم.
١٦- فيها: أن الإسلام وحده، هو الدين القيم؛ ولما اشتمل عليه واجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من الأديان.
١٧- فيها: فضل وعنايته بخلقه وأنه لم يخلقهم هملا؛ حيث جعل لهم هذه الشهور، وحذرهم من ظلمهم لأنفسهم. وقول الله: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس}، وقوله: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب}.
١٨- تفيد: وجوب البراءة من المشركين، واتخاذهم أعداء.
١٩- تفيد: أن التقوى تتأكد عند قتال المشركين؛ كما أن اتقاء الظلم يتأكد في الأشهر الحرم.
٢٠- فيها: بيان عداوة المشركين للمسلمين؛ لقوله: {كما يقاتلونكم كافة}، عن قوس واحدة.
٢١- تفيد: أن الإسلام دين العدل؛ فهو حرب على من حاربه سلم على من سالمه؛ فليس فيه جبن ولا بغي.
٢٢- فيها: بيان لشناعة الشرك وأنه أظلم الظلم؛ لأن المشرك يسوي بين هذا الخالق الذي خلق السماوات والأرض وحكم وشرع، وبين معبودات وأصنام عاجزة لا تفعل شيئا من ذلك.
٢٣- فيها: أن دين الإسلام، هو الدين القيم المستقيم لا اعوجاج فيه.
٢٤- تفيد، وبضميمة ما بعدها: أن المشركين وكثيرا من الأحبار والرهبان، مفسدون في الأرض؛ ومن إفسادهم: تغيير الحقائق والتواريخ والأحداث؛ لقوله بعدها: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما}. وبضميمة السابق: {إن كثيرا من الأحبار والرهبان ...}.
٢٥- تفيد: أن ظلم النفس يعظم في أوقات وأزمنة دون غيرها؛ لقوله: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}؛ وإلا فالواجب عدم ظلم النفس في كل وقت.
وعليه: فالذنوب تتفاوت؛ فمنها الصغير والكبير؛ بدليل ما بعدها: {إنما النسيء زيادة في الكفر}.
٢٦- فيها: شرف وعظم شأن اللوح المحفوظ؛ لقوله: {في كتاب الله}؛ فأضافه لنفسه - إضافة تشريف. ولأن الله كتب فيه كل شيء. وحسبك بقول الله: {بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ}.
٢٧- فيها: العدل والقسط؛ ففيها الأمر بقتال المشركين جميعا، كما يقاتلون المسلمين جميعا؛ الله يقول: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}.
٢٨- تشير إلى: عدم الخشية من أعداد الكفار مهما كثرت؛ لقوله: {واعلموا أن الله مع المتقين}.
٢٩- تشير إلى: أن الزكاة تجب بحلول هذه الأشهر القمرية؛ بدليل ما قبلها. وعليه: ففيها: مناسبة لما قبلها.
٣٠- تفيد: عدم التخلف عن قتال المشركين؛ لقوله: {كافة}. على قاعدة: {فانفروا ثبات أو انفروا جميعا} حسب المصلحة. المهم عدم التخلف {انفروا خفافا وثقالا}.
٣١- تفيد: أن الله قد أنجز وعده، وأنه أظهر الإسلام على غيره من الأديان، وأن الزمان قد رجع كما خلقه الله؛ ففي الحديث المتفق عليه مرفوعا: "الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا؛ منها أربعة حرم، ..."
وهذا تصديق لقوله: {ليظهره على الدين كله}.
...........................
(١): قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: "والمُرادُ بِالشُّهُورِ: الشُّهُورُ القَمَرِيَّةُ بِقَرِينَةِ المَقامِ؛ لِأنَّها المَعْرُوفَةَ عِنْدَ العَرَبِ وعِنْدَ أغْلَبِ الأُمَمِ، وهي أقْدَمُ أشْهُرِ التَّوْقِيتِ في البَشَرِ وأضْبَطُها... ".
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
{إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ} [الإسراء: ٩].
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري، المكي إقامة.
﴿إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذينَ كَفَروا يُحِلّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا لِيُواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُم سوءُ أَعمالِهِم وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الكافِرينَ﴾ [التوبة: ٣٧]:
- تنبيه: الكتابة تكون في: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: توضيح المعنى.
١- هذه الآية فيها: أن إنساء الأشهر الحرم، محرم وزيادة في الكفر.
٢- تفيد: حرمة التحايل على الشرع؛ لأنهم كانوا ينسئون الأشهر الحرم، ليحلوا القتال والغصب فيها.
٣- فيها: بيان بعض ما كان عليه أهل الجاهلية. ففيها: إشارة إلى: التحذير من عمل المشركين.
٤- تفيد: استحلال ما حرم الله، كفر.
٥- تفيد: أن الكفر يزيد بالمعاصي؛ كما أن الإيمان يزيد بالطاعة؛ لقوله: {زيادة في الكفر}. وقول الله: {ثم ازدادوا كفرا}.
٦- فيها: كفر المُشَرِّع من دون الله.
٧- فيها: وجوب الحكم بما أراده الله فحسب.
٨- تفيد: التوقف على ما شرعه الله وحدّه. والحذر من البدع؛ لا سيما البدع المكفرة.
٩- تفيد: أن الكفر بالله، سبب في حرمان الهداية من الله؛ لقوله: {والله لا يهدي} لا يوفق {القوم الكافرين}؛ ففيها: رد على الجبرية والقدرية.
١٠- تفيد: التنبيه على مقولة: "ليس بعد الكفر ذنب"؛ لأن الكافر يكتب عليه كل ذنب؛ إلا أن يراد به: ليس بعد الكفر ذنب أعظم من الكفر.
١١- تفيد: أن الكفار، يتبعون أهواءهم، ويعبدون الهوى من دون الله؛ لقوله: {يُحِلّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا}، حسب هواهم. وقول الله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}. وعليه: فالكفار لا عهد لهم ولا أمان.
١٢- تفيد: أن التحايل على الشرع من عادة المشركين. كما أنه من عادة اليهود أيضا.
١٣- فيها: دقة التذييل ومناسبته للسياق؛ لقوله: {والله لا يهدي القوم الكافرين}؛ فإنهم لما حُرموا توفيق الله، ضلوا بهذا النسيء
١٤- تفيد: أن الشياطين تتمكن وتتسلط على الكافر الذي يفتري على الله؛ لقوله: {زين لهم سوء أعمالهم}. وتصديقه: ﴿هَل أُنَبِّئُكُم عَلى مَن تَنَزَّلُ الشَّياطينُتَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثيمٍ﴾ [الشعراء: ٢٢١-٢٢٢].
___
تليجرام: https://t.me/ABD222
واتساب: +966509006424
هدايات الكتاب العزيز:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري، المكي إقامة.
﴿إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذينَ كَفَروا يُحِلّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا لِيُواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُم سوءُ أَعمالِهِم وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الكافِرينَ﴾ [التوبة: ٣٧]:
- تنبيه: الكتابة تكون في: ثمرة فهم المعنى للآية؛ دون التفسير الذي هو: توضيح المعنى.
١- هذه الآية فيها: أن إنساء الأشهر الحرم، محرم وزيادة في الكفر.
٢- تفيد: حرمة التحايل على الشرع؛ لأنهم كانوا ينسئون الأشهر الحرم، ليحلوا القتال والغصب فيها.
٣- فيها: بيان بعض ما كان عليه أهل الجاهلية. ففيها: إشارة إلى: التحذير من عمل المشركين.
٤- تفيد: استحلال ما حرم الله، كفر.
٥- تفيد: أن الكفر يزيد بالمعاصي؛ كما أن الإيمان يزيد بالطاعة؛ لقوله: {زيادة في الكفر}. وقول الله: {ثم ازدادوا كفرا}.
٦- فيها: كفر المُشَرِّع من دون الله.
٧- فيها: وجوب الحكم بما أراده الله فحسب.
٨- تفيد: التوقف على ما شرعه الله وحدّه. والحذر من البدع؛ لا سيما البدع المكفرة.
٩- تفيد: أن الكفر بالله، سبب في حرمان الهداية من الله؛ لقوله: {والله لا يهدي} لا يوفق {القوم الكافرين}؛ ففيها: رد على الجبرية والقدرية.
١٠- تفيد: التنبيه على مقولة: "ليس بعد الكفر ذنب"؛ لأن الكافر يكتب عليه كل ذنب؛ إلا أن يراد به: ليس بعد الكفر ذنب أعظم من الكفر.
١١- تفيد: أن الكفار، يتبعون أهواءهم، ويعبدون الهوى من دون الله؛ لقوله: {يُحِلّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا}، حسب هواهم. وقول الله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}. وعليه: فالكفار لا عهد لهم ولا أمان.
١٢- تفيد: أن التحايل على الشرع من عادة المشركين. كما أنه من عادة اليهود أيضا.
١٣- فيها: دقة التذييل ومناسبته للسياق؛ لقوله: {والله لا يهدي القوم الكافرين}؛ فإنهم لما حُرموا توفيق الله، ضلوا بهذا النسيء
١٤- تفيد: أن الشياطين تتمكن وتتسلط على الكافر الذي يفتري على الله؛ لقوله: {زين لهم سوء أعمالهم}. وتصديقه: ﴿هَل أُنَبِّئُكُم عَلى مَن تَنَزَّلُ الشَّياطينُتَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثيمٍ﴾ [الشعراء: ٢٢١-٢٢٢].
___
تليجرام: https://t.me/ABD222
واتساب: +966509006424
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
رد: "هدايات الكتاب العزيز"
هدايات الكتاب العزيز - ثمرة فهم المعنى للقرآن:
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للمتابعة تليجرام: https://t.me/ABD222
للمتابعة واتساب: 00966509006424
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم: (٣٩)، من سورة "التوبة":
﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [التوبة: ٣٩]:
١- تفيد: أن القعود عن الجهاد المفروض، كبيرة توجب العذاب الأليم.
٢- تشير إلى: أسلوب من أساليب التربية، وهو: الحث على الفعل بالتهديد؛ لقوله: {إلا تنفروا يعذبكم}؛ فمن النفوس، من لا تستجيب إلا إذا خوطبت بخطاب الوعيد. وقول الله: {ألا يعلم من خلق}.
٣- فيها: أن عذاب الله موجع؛ لقوله: {أليما}. ففيها: التحذير من عذاب الله.
٤- تفيد: أن هذا العذاب الأليم، يقع في الدينا قبل الآخرة؛ ففي الدنيا بتسليط الأعداء، وفي الآخرة بعذاب النار؛ بقرينة {ويستبدل}.
٥- يفهم منها: أن الله قد عذب المنافقين الذين تخلفوا ولم ينفروا. وقول الله: {ومن أصدق من الله قيلا}.
٦- تفيد: التحذير من أن يستبدل الله العبد.
٧- تفيد: أن الاستبدال عقوبة. وعليه: تفيد: تشريفا لمن استعمله الله ولم يستبدله.
٨- فيها: مناسبة دقيقة لما قبلها؛ لأن الكلام لما خرج مخرج العتاب - في التي قبلها -، أكد بعدها أن الأمر لا يقتصر على مجرد كونه عتابا فحسب؛ بل فيه عذاب مترتب على هذا التخلف والتثاقل (١).
٩- تفيد: أن الخروج للقتال في سبيل الله، مبني على الإسراع وعدم التباطؤ؛ لقوله: {تنفروا}، ونفر القوم للجهاد: أي أسرعوا إليه (٢).
١٠- فيها: دقة التذييل ومناسبته للسياق؛ لقوله بعد التهديد: {وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ}.
وفيه فوائد:
منها: إشارة إلى: يسر هذا العذاب على الله؛ وتصديقه: {فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}، {يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا}.
- ومنها: إشارة إلى حاجة العباد للخير الذي يحصل جزاء امتثالهم؛ فهو يأمرهم لمصلحتهم؛ وتصديقه: ﴿ها أَنتُم هؤُلاءِ تُدعَونَ لِتُنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَن يَبخَلُ وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم﴾ [محمد: ٣٨].
- ومنها: قدرته على الاستبدال. وتصديقه: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا}.
قال القاسمي في المحاسن: ﴿واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أيْ: مِنَ التَّعْذِيبِ والتَّبْدِيلِ ونُصْرَةِ دِينِهِ بِغَيْرِهِمْ.
- منها: قطع الظن والوهم أنه بحاجة إلى الناس في نصرة دينه؛ فهو يأمر عباده عن غنى لا عن حاجة. وفي الحديث الإلهي، قال الله: "ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. رواه مسلم.
- منها: أن الله يحب الجهاد في سبيله؛ لأن أمره بها مع غناه عنها، دليل على محبته لهذه الأعمال؛ وتصديقه: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ...}.
- ومنها: أن الله ناصر دينه بك أو بغيرك لا محالة؛ بدليل اللاحق {إلا تنصروه فقد نصره الله}.
___
(١): وقد استنبط العلماء من كون الفعل كبيرة من الكبائر، ورود الوعيد على فعله أو تركه. ولذا عد التخلف عن الجهاد الواجب كبيرة موبقة.
(٢): وبدليل ما قبلها: {إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم}؛ ولذا لم يقل: "تخرجوا"، لمعنى زائد عن مجرد الخروج؛ ألا تراه يقول: {فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة}.
يكتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للمتابعة تليجرام: https://t.me/ABD222
للمتابعة واتساب: 00966509006424
- ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم: (٣٩)، من سورة "التوبة":
﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [التوبة: ٣٩]:
١- تفيد: أن القعود عن الجهاد المفروض، كبيرة توجب العذاب الأليم.
٢- تشير إلى: أسلوب من أساليب التربية، وهو: الحث على الفعل بالتهديد؛ لقوله: {إلا تنفروا يعذبكم}؛ فمن النفوس، من لا تستجيب إلا إذا خوطبت بخطاب الوعيد. وقول الله: {ألا يعلم من خلق}.
٣- فيها: أن عذاب الله موجع؛ لقوله: {أليما}. ففيها: التحذير من عذاب الله.
٤- تفيد: أن هذا العذاب الأليم، يقع في الدينا قبل الآخرة؛ ففي الدنيا بتسليط الأعداء، وفي الآخرة بعذاب النار؛ بقرينة {ويستبدل}.
٥- يفهم منها: أن الله قد عذب المنافقين الذين تخلفوا ولم ينفروا. وقول الله: {ومن أصدق من الله قيلا}.
٦- تفيد: التحذير من أن يستبدل الله العبد.
٧- تفيد: أن الاستبدال عقوبة. وعليه: تفيد: تشريفا لمن استعمله الله ولم يستبدله.
٨- فيها: مناسبة دقيقة لما قبلها؛ لأن الكلام لما خرج مخرج العتاب - في التي قبلها -، أكد بعدها أن الأمر لا يقتصر على مجرد كونه عتابا فحسب؛ بل فيه عذاب مترتب على هذا التخلف والتثاقل (١).
٩- تفيد: أن الخروج للقتال في سبيل الله، مبني على الإسراع وعدم التباطؤ؛ لقوله: {تنفروا}، ونفر القوم للجهاد: أي أسرعوا إليه (٢).
١٠- فيها: دقة التذييل ومناسبته للسياق؛ لقوله بعد التهديد: {وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ}.
وفيه فوائد:
منها: إشارة إلى: يسر هذا العذاب على الله؛ وتصديقه: {فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}، {يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا}.
- ومنها: إشارة إلى حاجة العباد للخير الذي يحصل جزاء امتثالهم؛ فهو يأمرهم لمصلحتهم؛ وتصديقه: ﴿ها أَنتُم هؤُلاءِ تُدعَونَ لِتُنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَن يَبخَلُ وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم﴾ [محمد: ٣٨].
- ومنها: قدرته على الاستبدال. وتصديقه: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا}.
قال القاسمي في المحاسن: ﴿واللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أيْ: مِنَ التَّعْذِيبِ والتَّبْدِيلِ ونُصْرَةِ دِينِهِ بِغَيْرِهِمْ.
- منها: قطع الظن والوهم أنه بحاجة إلى الناس في نصرة دينه؛ فهو يأمر عباده عن غنى لا عن حاجة. وفي الحديث الإلهي، قال الله: "ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. رواه مسلم.
- منها: أن الله يحب الجهاد في سبيله؛ لأن أمره بها مع غناه عنها، دليل على محبته لهذه الأعمال؛ وتصديقه: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ...}.
- ومنها: أن الله ناصر دينه بك أو بغيرك لا محالة؛ بدليل اللاحق {إلا تنصروه فقد نصره الله}.
___
(١): وقد استنبط العلماء من كون الفعل كبيرة من الكبائر، ورود الوعيد على فعله أو تركه. ولذا عد التخلف عن الجهاد الواجب كبيرة موبقة.
(٢): وبدليل ما قبلها: {إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم}؛ ولذا لم يقل: "تخرجوا"، لمعنى زائد عن مجرد الخروج؛ ألا تراه يقول: {فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة}.
عبدالرحيم آل حمودة- المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/01/2019
الموقع : +966509006424
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس مارس 12, 2020 9:27 am من طرف عبدالرحيم آل حمودة
» صباحكم طيب
الأربعاء فبراير 27, 2019 6:32 pm من طرف tee
» قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي
الأربعاء فبراير 27, 2019 6:27 pm من طرف tee
» قبس من رياض سنة
الأربعاء فبراير 27, 2019 6:01 am من طرف Admin
» أجمل الأقوال والحكم عن الصباح
الجمعة فبراير 08, 2019 11:43 am من طرف Admin
» دعاء هطول الامطار
الأحد نوفمبر 04, 2018 10:20 am من طرف ash
» رسالة من مقعد
الإثنين أكتوبر 15, 2018 12:49 am من طرف ash
» عاااجل وهاام هذا امر خطير لامة الاسلام فلا تتجاهلوه فاما تتبعوه او تثبتوا كذبه
الجمعة أكتوبر 12, 2018 8:55 am من طرف ash
» بعض ناطحات السحاب في العالم
السبت مايو 05, 2018 2:21 pm من طرف Admin