المرأة في حس المسلم
صفحة 1 من اصل 1
المرأة في حس المسلم
عجبت لرجل أهدته زوجته قلبها كيف لا يجهد نفسه في الحفاظ عليه من أدنى شئ يمكن أن يؤذيه و يشوه جمال الأنوثة فيه , و قد علم أن أجمل ما في معنى المرأة قلبها !!. و قد عَلِم أن محبة قلب لقلب و تأليف روح مع روح أشد شئ في مجتمع الانسان و أعسره !!. و هذا القرآن يقر بهذه الحقيقة :" لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [الأنفال : 63] . و ليس يحافظ على قلب الزوجة إلا رجل قد قاربت روحه من حد الكمال الإنساني : فكراً و شعوراً و سلوكاً , و لهذا جاء عن الإنسان الكامل صلى الله عليه و سلم : " خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي " .. و ليت شعري هل الخيرية تترجم في معناها النفسي إلا بالنفع المتدفق بالصدق و الجمال لهذه الزوجة بما تقتضيه معاني الأنوثة فيها و ما تستوجبه حقائق الدين ؟! و في تصوري أن تقرير هذا المعيار للخيرية من قِبل الرسول صلى الله عليه و سلم يرتد إلى معنيين تشتمل عليهما المرأة : معنى الضعف و معنى الجمال .. فلستَ تجد كائناً قد شملته معاني الضعف في الحقيقة الإنسانية ما تجده في المرأة , فهي ضعيفة في كل شئ فيها , ضعفاً لا يزال يرق و يدق و يرهف في بعض النساء حتى يكون أقوى و أقوى و أقوى ثلاث مرات من قوة الرجل ذي اللب الحكيم .. و لستَ تجد معنى من معاني الحياة قد تشخصت فيها الحياة بجمالها و سحرها و عذوبتها و تألقها ما تجده في المرأة , جمالا لا يزال يسمو و يتفتق و يتسع في بعض النساء حتى يكون أعذب و ألذ و أعمق ثلاث مرات من جمال الرجل الفاضل .. و إنما ارتد هذا المعيار للخيرية في الحكم النبوي - من وجهة نظري الشخصية - لأن الرجل الفاضل لا يزال يبتغي الإرتقاء إلى هاتيك المعانية المتغلغلة في حقائق الجمال الوجودي , فكلما بلغ منزلة من منازلها السامية , انعكست أنوارها على معاني كينونته الذاتية : فكراً و شعوراً و سلوكاً , و لما كان الجمال سمته الكبرى هي الرفق و اللطف و البراءة و كانت المرأة هي صورة الضعف في الوجود الإنساني , لا جرم أن جُعل معيار هذا الجمال في الرجل هو حسن رحمته للمرأة و لطفه بها و رفقه بمعاني الأنوثة فيها , و لهذا كان الإنسان المسلم مهما اهتدى إلى معاني الإسلام الفاضلة في أعماقه و انصبغت بها شخصيته النفسيّة , كان أدنى الخلق إلى حسن معاملة المرأة و الحرص على حقائق الإنسانية فيها و السعي لتفتيق معاني الأنوثة فيها .. و لما كان الأمر على نحو هذه الشاكلة ورد التنبيه عن خير البرية صلى الله عليه و سلم : " لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فيتقي الله فيهن و يحسن إليهن إلا دخل الجنة " و قد جُعل الأمر هكذا , لأن أسباب دخول الجنة تعني فيما تعني أن لها دخل عظيم في تنبيه معاني الإنسانية في الإنسان و هدايته إلى نظامه النفسي و الإجتماعي المبني على قواعد صحيحة لا تضل و لا تنحرف .. و الله أعلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس مارس 12, 2020 9:27 am من طرف عبدالرحيم آل حمودة
» صباحكم طيب
الأربعاء فبراير 27, 2019 6:32 pm من طرف tee
» قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي
الأربعاء فبراير 27, 2019 6:27 pm من طرف tee
» قبس من رياض سنة
الأربعاء فبراير 27, 2019 6:01 am من طرف Admin
» أجمل الأقوال والحكم عن الصباح
الجمعة فبراير 08, 2019 11:43 am من طرف Admin
» دعاء هطول الامطار
الأحد نوفمبر 04, 2018 10:20 am من طرف ash
» رسالة من مقعد
الإثنين أكتوبر 15, 2018 12:49 am من طرف ash
» عاااجل وهاام هذا امر خطير لامة الاسلام فلا تتجاهلوه فاما تتبعوه او تثبتوا كذبه
الجمعة أكتوبر 12, 2018 8:55 am من طرف ash
» بعض ناطحات السحاب في العالم
السبت مايو 05, 2018 2:21 pm من طرف Admin